البحوث العلمية الزراعية : يجب أن نكون حريصين على كل قطرة مياه
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أكثر من مرة من أن الأرض والموارد المائية في سورية ستشهد تدهوراً بقوة تحت تأثير الأنشطة البشرية والمتغيرات المناخية، الأمر الذي دفع البحوث العلمية الزراعية للتحرك لحصد المزيد من مياه الأمطار من خلال إقامة السدات المائية .
عن ذلك قال الدكتور منهل الزعبي من البحوث العلمية المختص في الشؤون المائية والحبوب إنه اعتباراً من عام ٢٠١٤ وحتى عام ٢٠٢١ أقمنا العشرات من السدات المائية بهدف تخزين مياه الأمطار والاستفادة منها صيفاً .
وتابع الدكتور منهل قائلاً : خلال السنوات الخمس الماضية شهدت سورية كغيرها من دول الشرق الأوسط متغيرات مناخيه كشح المياه وموجات الجفاف، فكان تركيز البحوث العلمية الزراعية نحو إيجاد وإقامة سدات مائية فتم التركيز بداية على البادية وتحديداً بادية حمص بمنطقة محسة ومحيطها .
واستطرد الزعبي يقول : يقوم القاطنون هناك اليوم بالاستفادة من مياه هذه السدات للشرب وسقاية مواشيهم والأراضي الزراعية، منوها بأن منظمتي (الفاو) و(أكساد) أقامتا عدة سدات مائية في المنطقة الساحلية بهدف زيادة المساحات الزراعية الصغيرة منها والكبيرة، موضحاً أن كل هذه الخطوات تأتي ضمن سياق الحصاد المائي وخاصة في السنين الممطرة .
مضيفاً أننا يجب أن نكون حريصين على كل قطرة مياه تهطل شتاء ويجب الاستفادة منها صيفاً، لأن الجفاف الذي يضرب المنطقة لم يمر مرور الكرام بل سيترك بصمته على التربة ويجعلها عاجزة عن إنتاج الغطاء النباتي ولاسيما في البادية ، ولذلك ما زلنا كبحوث علمية زراعية بحاجة لحصد المزيد من مياه الأمطار .
وختم الدكتور منهل الزعبي حديثه لـ(تشرين) بالقول: وجود المياه يعني وجود الأمن الغذائي، وفقدان الأول يعني فقدان الثاني والعكس صحيح، ولذلك علينا إقامة المزيد من السدات المائية فالإدارة المتكاملة للموارد المائية تهدف إلى بناء قدرات العاملين في قطاعات المياه المختلفة من أجل ازدهار اقتصادنا الأخضر المستدام .