أمريكا تفتعل حرباً عبثية جديدة بالخداع والضغط كما حدث بسورية

لم تفاجأ سورية بأساليب الخداع والضغط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون في إشعال الفتنة بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لنشر سياسة الفوضى والصراعات التي تؤمن لها الجو المناسب لبسط سيطرتها على العالم، ولطالما اعتبرت الولايات المتحدة من يسير في نهجها ديمقراطياً وحراً، بينما من يرفض الانصياع لنهجها معادياً للديمقراطية والحرية.
لقد انكشف للعالم الذي يحترم سيادة الدول وحقها في الحفاظ على أمنها وتطورها أن أمريكا باتت تخشى على نفوذها وغطرستها ومكانتها التي تراجعت بسبب سياساتها التي شهدت فشلاً كبيراً في الكثير من المواقع, وفي مقدمتها سورية التي تعرضت على مدى أكثر من أحد عشر عاماً لحرب إرهابية غير مسبوقة، وبطبيعة الحال حققت سورية انتصاراً ميدانياً مهماً على الإرهاب، وكانت ولا تزال الشوكة التي تخنق من يحاول المساس بسيادتها وأراضيها.. بفضل الجيش السوري البطل وبدعم الحلفاء والأصدقاء وفي مقدمتهم روسيا ممثلة بقيادتها السياسية وقواتها الشجاعة التي وقفت إلى جانب الحق السوري بالحفاظ على دولته وسيادته بكل إصرار وعزيمة.
وكانت سورية قد حذرت وكشفت محاولات أمريكا والغرب بتزييف الحقائق وممارسة بروباغاندا إعلامية مضللة لإظهار ما جرى في سورية على أنه حرب أهلية، في حين كانت أمريكا تعمل على تدريب ودعم الإرهابيين .. لنشر الفوضى وتقسيم البلاد وإثارة النعرات الطائفية.. لكن ما حدث لم يكن حسب توقعاتهم، فعلى الصعيد الوطني في سورية أثبت السوريون في نهاية المطاف إرادتهم الشعبية بالانتصار على الإرهاب بمختلف أشكاله وجنسياته وبرفض الهيمنة الأمريكية والغربية على استقلال سورية وقرارها الوطني وبإرادة الحياة والاستقرار والرفاه لكل السوريين مهما كانت التحديات الأمنية والاقتصادية.
وعن الخداع والتضليل الذي مارسته الولايات المتحدة والغرب في سورية، وتمارسه اليوم على روسيا قال المحلل والباحث العراقي الدكتور رحيم الشمخي: إن المشروع الجديد الأمريكي في المنطقة يختلف عن سابقه، فهو يهدف إلى التدخل في شؤون الدول عبر مخطط إجرامي يهدف إلى إحداث ترتيبات متسارعة لتفعيل الأزمات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، ابتداء من سورية ومروراً بالعراق وانتهاء بحرب اليمن، وما يهم اليوم من الوضع القائم بين روسيا وأمريكا حول أوكرانيا، فإن هناك صراعات مثيرة لمخاوف روسيا الأمنية من النظام في أوكرانيا وتقاربه من حلف “ناتو” وانضمامه للحلف بما يعني زرعه في قلب البلطيق كعامل دمار لروسيا ولدول الاتحاد السوفييتي السابق.
ويلفت الشمخي إلى أن التفاؤل سمة طبيعية وضرورية لدى البشر من أجل البقاء والاستمرار، لكن ما يحث أن سورية والمنطقة برمتها تواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي في بلد عاش لأكثر من عشر سنوات آلام حرب إرهابية غير مسبوقة، حيث تعرضت مناطق شاسعة منه لاعتداءات المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها “القاعدة” و”داعش” و”جبهة النصرة” وكل من تحالف وارتبط بهذه المجموعات التي دعمتها ومولتها وسلحتها حكومات دول معروفة تستمر إلى اليوم في تحدي مبادئ القانون الدولي وخرق قرارات مجلس الأمن التي صنفت هذه المجموعات على أنها كيانات إرهابية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار