«الكهرباء» تعطي للمداجن سعرين! .. قرنفلة: المدجنة المعفاة من التقنين لا تبيض الدجاجة فيها أكثر من بيضة يومياً

تركت الأزمة التي تعرض لها بلدنا تداعيات متعددة على قطاع الزراعة بشكل عام، وعلى قطاع الدواجن بشكل خاص، ومن أبرز تلك التداعيات ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج المختلفة وربما توفرها بتقنين مرتفع وجنون أسعار حوامل الطاقة واضطراب توافرها وأسعارها بتواتر كبير خلال فترات زمنية متقاربة، فمع كل موجة من الاضطرابات كان عدد من المربين يخرجون من حلقات الإنتاج وتالياً ترتفع أسعار منتجات الدجاج.
في ملتقى الحوار الاقتصادي السوري الذي عقد خلال الشهر الجاري في فندق الشيراتون سعّر رئيس مجلس الوزراء مبيع الكهرباء بسعر موحد لكل منشآت القطاع الواحد، وطلب إلى المشاركين بأعمال الملتقى التحدث بشفافية عالية لنتمكن من معالجة الصعوبات التي تعانيها القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة واتخاذ القرارات المناسبة.
وتحدث عبد الرحمن قرنفلة الخبير بالشأن الزراعي، مشيراً إلى أن عدة كتب من رئاسة مجلس الوزراء أكدت على وزارة الكهرباء بيع الكهرباء للمداجن بالسعر الزراعي المدعوم ( 22 ليرة للكيلو واط الساعي) إلا أن وزارة الكهربا سعرّت الكهرباء مؤخراً للمداجن بسعرين:
الأول للمداجن التي تخضع للتقنين الكهربائي حيث يباع الكيلو واط الساعي بـ22 ليرة سورية وهو سعر زراعي مدعوم.
والثاني بسعر 350 ليرة للكيلو واط للمداجن التي تتغذى من خطوط كهرباء معفاة من التقنين، وتساءل قرنفلة: إذا تم تزويد المدجنة بكهرباء من خط معفى من التقنين هل تبيض الدجاجة 4 بيضات باليوم بدل بيضة واحدة؟
كما أكد نائب رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس أن المنشآت الصناعية التي تقع في مدينة عدرا الصناعية تتم تغذيتها بالكهرباء بسعر 170 ليرة للكيلو واط الساعي، بينما المنشآت الصناعية التي تقع بالقرب من مدينة عدرا الصناعية يتم احتساب سعر الكيلو واط عليها بـ350 ليرة وهذا التباين سيخلق مشكلات لجهات تحديد سعر المنتج النهائي لكون قيمة الكهرباء تدخل في مكونات تكلفة المنتج. وأوضح رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أنه قام بتوجيه وزير الكهرباء لاعتماد تسعيرة واحدة للكهرباء لمنشآت القطاع نفسه، ولا يجوز أن يكون هناك سعران للكهرباء للمنشآت ذات النشاط الإنتاجي الواحد.
وأضاف قرنفلة: إن من أدبيات مرحلة صنع القرار أو وضع اللوائح التدقيق في الأطراف التي ستتأثر بهذا القرار وإن كان ثمة تأثير سلبي فيجب إيجاد معادل ما لتصحيح سلبية القرار أو تصويبه.. فقرار تسعير الكهرباء للخطوط المعفاة من التقنين قد يحمل وجهة نظر منطقية بالنسبة للمنشآت الصناعية، حيث إن زيادة عدد ساعات التزويد بالكهرباء تساعد الصناعي على تشغيل الآلة وقتاً أطول وزيادة حجم الإنتاج وتحقيق ربح أعلى مقارنة بالصناعي الذي تخضع منشآته للتقنين الكهربائي.
ولكن في حالة المداجن لا تصلح وجهة النظر تلك لأن الدجاجة كائن حي ذات إنتاجية محدودة مهما كان عدد ساعات تزويد المدجنة بالكهرباء، وفي الوقت نفسه تحتاج المداجن الحديثة المغلقة (التي تتميز بإنتاج بيض مائدة عالي الجودة وآمن غذائياً أكثر) إلى الكهرباء على مدار الساعة لتشغيل مراوح تبديل هواء مساكن الدجاج، التي إن توقفت نصف ساعة فستؤدي إلى نفوق كامل الدجاج الموجود في مسكن الدجاج وإلحاق خسائر فادحة بالمربي.
وكذلك لتشغيل أجهزة توزيع الأعلاف وسيور نقل البيض والإنارة وسيور نقل مخلفات الدجاج وكل مفاصل العمل في مساكن الدجاج الحديثة تعمل بالطاقة الكهربائية، وليس من المنطقي وضع سعر مختلف لتزويد تلك المداجن بالكهرباء، وإلّا سنجد أنفسنا في الأسواق أمام سعرين لبيض المائدة، سعر لبيضة تم إنتاجها من مدجنة خاضعة للتقنين الكهربائي, وسعر لبيضة تم إنتاجها من مدجنة لا تخضع للتقنين الكهربائي.. والسؤال كيف سيميز المستهلك بينهما؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار