إذاعة دمشق

إذاعة دمشق هي أمي الإذاعية، التي علّمتني أبجدية الفن الإذاعي، كما لقّنتني فن الاندماج بالنص المقروء لإيصاله سليماً، دقيقاً، واضحاً، مفيداً، للمتلقي، وفيها كسرت رهبة البث المباشر.. ذلك ما تبوحُ به واحدة من أبرز المذيعات السوريات اللواتي خضَن في كبرى الإذاعات الدولية في العالم.. وأقصد بذلك المذيعة هيام حموي..
ومثل بوح الحموي؛ يبوحه الكثيرون بفضل هذه الإذاعة التي ذاع صيت الكثيرين منهم على أثيرها ممن أمسوا اليوم عمالقة في مختلف المناحي الإبداعية.. ومناسبة حديث زاوية «على ما يبدو» اليوم؛ هوي احتفاء إذاعة دمشق بيوبيلها الماسي، أي أصبح عمرها اليوم (75) سنة.. فكما وفي كل مجالات الإبداع تقريباً؛ تكون مصر وسورية متساوقتين تقريباً في البدايات، ففي السابع عشر من نيسان سنة 1946 أسست ثاني إذاعة في الوطن العربي بعد صوت العرب في القاهرة، وهي إذاعة دمشق، التي افتُـتحت بيوم الجلاء باحتفالاتٍ أقيمت بهذه المناسبة، حيث بدأت إرسالها بصوت يحيى الشهابي معلناً «هنا دمشق»، واستمر البث حينها ست ساعاتٍ متواصلة.. وإذا كانت الإذاعة السورية الثانية من حيث التأسيس، فإنها ستبرز الأولى على أكثر من صعيد من حيث المضمون والقوة، على ما يذكر الدكتور فاروق حيدر، وهو من أمضى (48) عاماً في دهاليزها، ويُضيف: أشهر ما كان يميّزها في تلك الفترة هو اهتمامها الكبير باللغة العربية، إضافة إلى تخريجها الكثير من مشاهير الغناء والطرب في الوطن العربي، كـفيروز، وعبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد وغيرهم، كما قدمت مبدعاً موسيقياً اسمه: محمد عبد الكريم، عازف البزق الأشهر عربياً وعالمياً والذي تتردد إحدى مقطوعاته الموسيقية يومياً قبل افتتاح الإذاعة بالنشيد العربي السوري.. وهكذا بقيت حتى سنة 1979، الإذاعة السورية الوحيدة في فضاء سورية حتى تمّ إنشاء ثاني محطة إذاعية سورية، وهي إذاعة صوت الشعب، ومع دخول الإعلام الألفية الثالثة، أتيح المجال للقطاع الخاص أن يُنشئ إذاعاته، وهكذا سيظهر في الفضاء الإعلامي أكثر من محطة إذاعية خاصة، ستسحب بعض البساط من تحت قدمي (إذاعة دمشق)، وذلك لأسباب كثيرة.. كما سحبت هذه الإذاعات البساط من تحت الإذاعات اللبنانية التي هيمنت فترة طويلة على أذن المستمع السوري، وذلك منذ تأسيس إذاعة (المدينة) سنة 2005، كأول إذاعة خاصة في سورية.. أقول: سحبت الكثير من البساط، ذلك أن بعضه بقي تحت ما تفرع عنها كإذاعة (صوت الشباب)، و(سوريانا) اللتين حاولتا أن تكونا نديتين للإذاعات الخاصة.. وإذا كانت وسائل الإعلام السورية من تلفزيون وصحف لم تستطع المنافسة في سوق الإعلام في الألفية الثالثة، غير أنّ الإذاعات السورية اليوم تقف في ضفة الندّية تماماً في مجال البث الإذاعي.
هامش:
قبل أن
يلمَّ الضوء؛
تعالي
نتجاذب أطراف هذا الليل:
ضمةٌ لكِ، وضمةٌ لكِ،
قبلةٌ لكِ، وقبلةٌ لكِ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الاتصالات والعدل تبحثان آليات تحويل بعض الخدمات العدلية إلى صيغة إلكترونية عبر منصة «أنجز» ذهبية وفضيتان لسورية في الريشة الطائرة في بطولة العرب البارلمبية بكلفة تقديرية تتجاوز 347 مليار ليرة.. إجازة استثمار جديدة لمشروع مجمع سياحي في طرطوس الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال يوافق على إطلاق المرحلة الثانية من الدعم مجلس الشعب يناقش مشروع قانون إحداث الشركة العامة للصناعات الغذائية وزير التجارة الداخلية يذكر التجار بمسؤولياتهم المجتمعية.. ويطمئنهم : مستعدون للحوار والنقاش حول أي موضوع والتعاطي بمرونة وفق الأنظمة والقوانين بعد ملفات الفساد والتجاوزات.. هجوم شديد من أعضاء محافظة حلب على بعض المديرين.. ومطالبات بالإعفاء والتقييم المستمر تجهيز مركز صحي جديد في ريف الحسكة تسويق القمح وانقطاع المياه والامتحانات  تستحوذ على مناقشات مجلس محافظة الحسكة سورية تؤكد دعمها لمبدأ “صين واحدة” وتدين التدخل الخارجي في شؤون بكين الداخلية