البيت وثقافة فن العيش

ربما من أكثر ما لفت إليه وباء كورونا الذي يجتاح العالم منذ عامين، ومُنتصراً عليه مع كل “تكوّر”، والتفاف جديد يقوم به على جيوش الأطباء والكيمائيين والصيادلة.. أقول – ربما – أكثر ما لفت إليه؛ هو «البيت»، البيت الذي أثبت أنه الملاذ الأخير، والملجأ الأكثر أمناً للاحتماء من العدوى، والتخفي عن «عيون» الفايروس..
وأظن كانت محنة الكثير من البشر على هذا الكوكب؛ عدم توافر ذلك البيت – الملاذ، وإن توفر؛ فإنه قد لا يُحقق شروط الإقامة الطويلة، ذلك أن ملايين البيوت؛ إما قد أعدّت على عجل، أو أعدّت وكأنها للنوم فقط، أو لا تتوافر فيها الشروط الصحية لتكون الملجأ من الجوائح والأوبئة.. ناهيك بالمُشردين، وقاطني مدن العشوائيات والصفيح على أطراف المدن والقرى.. مع ذلك، وأياً كان شكل المنزل، ومقاومته؛ فقدّ تمّ (توليفه) كمتراسٍ أخير في وجه الوباء، إضافة لمهماته الأخرى..
وربما في قادمات الأيام ستتغير الكثير من «ثقافة السكن» لإعطاء الانتباه أكثر ومنح «المسكن» محاولات كثيرة لإمكانية فن العيش في عزلةٍ طويلة، وربما ستكون أفضل البيوت هي التي تكون منعزلة وليست في تجمعات سكنية، تلك التي توفر حولها مساحات من الأرض التي يُمكن زراعتها، بما يُشبه الاكتفاء الذاتي، وإن لم تتوافر تلك الفسحة، فعلى الأقل أن تتميز بالكثير من الشرفات والأسطحة المُستقلة بحيث تُعطي مجالاً للحركة والتنفس.. والحقيقة إن البيوت تُعطي ثقافتها لقاطنيها، فلا تأمل من بيوت لا شرفات فيها، ولا إطلالات إن تُنتج عقولاً منفتحة ومُتطلعة، وإنما تلك الرؤوس المُفعمة بثقافة الكهوف والمغاور..
يصف اليوم الكثير من النقاد؛ العمارة المتصلة على أنها جريمة تخطيط كُبرى، وقد استمرت هذه المأساة العمرانية، وعاشت عمراً طويلاً على أكتاف الكسل والفساد وعدم المسؤولية، وكانت نتيجتها أجيال مشوشة ومشاهد مشوهة جمالياً..
ورد تعريف البناء المتصل في ضابطة البناء بأنه: البناء الذي يُسمح بتشييده متصلاً مع الجوار”ملاصق”، وعكسه هو البناء المنفصل المُحوط من جميع جهاته بوجائب رجوع.. والبناء المتصل، هو كتل من البناء المتلاصقة ببعضها البعض، والمتصلة على طول الشارع والتي لاتُحترم فيها الوجائب ولا التخديم ولا قوانين الزلازل، وحتى الطوارئ أو التهوية ونور الشمس.. عدا عن شكلها المشوه للمدينة أو البلدة، وهذا النوع من البناء ليس له طابع عمراني مُشابه، بل هو هجين بين طابع أوروبي “قرو- أوسطي” وعشوائيات أطراف المدن…
هامش
منزل
فكّر.. وهو الرومانسيُّ، والشاعريّ جداً؛
بشكلِ منزله، الذي سيبنيهِ على أرضهِ الجميلة .
قال: سأبني أولاً ” قبواً ” للحيوانات، وأقيمُ فوقه منزلي الجميل .
بعد حينٍ
أنشأ قبواً، وأقام فيه حتى مات .. !!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ميداليتان فضّيتان وبرونزية لسورية في الأولمبياد العالمي للكيمياء ينسجم مع تاريخ الصهيونية في انتهاك الحرمات.. وزير الأوقاف: الإساءة للسيد المسيح في حفل افتتاح أولمبياد باريس هي إساءة لكل الأنبياء والمعتقدات الأمين العام المساعد لحزب البعث : أبناء قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية، كانوا وسيبقون رجال المواقف الأشداء الذين يقهرون الاحتلال الرئيس بزشكيان للوفد السوري المشارك في مراسم تنصيبه: أهمية التركيز على تطوير العلاقات في كل المجالات والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية اتفاقية تعاون بين اتحادي الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها وحلب.. الوزير المنجد: نسعى إلى تعزيز مبدأ التشاركية مع المنظمات غير الحكومية وبناء قاعدة معرفية أهلنا في الجولان يرفضون المواقف التحريضية ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على حساب دماء الأطفال سورية تحيي الموقف البطولي لأهلنا في الجولان المحتل ورفضهم زيارة مجرمي الاحتلال وآخرهم نتنياهو لمجدل شمس وفد سورية برئاسة المهندس عرنوس يصل طهران للمشاركة في مراسم تنصيب بزشكيان مجلس الشعب يدين الجريمة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهالي مجدل شمس مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين 2024 ينطلق في دمشق.. نحو "اقتصاد وطني قائم على المعرفة" و استدراك مدروس للفجوات  التنموية