تشتت الانتباه عند الطالب حالة نفسية تبدأ منذ الصغر

يعد الانتباه من أهم العمليات العقلية التي تلعب دوراً مهماً في النمو المعرفي لدى الفرد، حيث يستطيع من خلاله أن ينتقي المنبهات الحسية المختلفة التي تساعده على اكتساب المهارات، وتكوين العادات الحسية الصحيحة، بما يحقق له التكيف مع البيئة المحيطة به، أما تشتت الانتباه فهو من العوامل الرئيسة المؤدية إلى عدم تحقيق تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة، وبخاصة البيئة الصفية، حيث يقلل من فرص حصول التلميذ على التعليم بفاعليته، وقد تصدر عنه أنماط سلوكية غير مناسبة تؤدي إلى تشتت انتباه زملائه في الصف، وحتى معلميه الذين يجدون صعوبة في إدارة الحصة الدراسية من جرّاء تلك السلوكيات التي تصدر عنه.
د.فداء ياسين كلية التربية اختصاص علم النفس التجريبي تبين أن تشتت الانتباه يشير للوضع الذي يتجه منه الانتباه إلى موضوع لا يتلاءم مع الأنشطة الصفية، ويظهر ذلك عندما يتشتت انتباه التلميذ بين موضوعات متعددة، أي عندما ينتقل الطفل المشتت من لعبة إلى أخرى ومن نشاط لآخر، وفي موقف المدرسة تجد أن التلميذ سريع التشتت يضع أشياءه، وينسى أين وضع هذه الأشياء، ولا ينهي الواجبات المطلوبة منه، وينشغل بأي حدث جديد، وتشتت الانتباه يعني تحويل انتباه التلميذ عن المهمة التي يقوم بها، نتيجة الانشغال المتكرر، ما يؤدي إلى توقف نشاطه أو إلغائه، والذي يؤدي بدوره إلى ضياع الوقت.
ويمكن ملاحظة أعراضه منذ الطفولة، ويؤدي إلى عدم وجود توافق وانسجام بين الوظائف النفسية والعصبية، نتيجة عدم قدرة الفرد على التركيز والانتباه بما يطلب منه القيام به حتى أثناء تعليمه، ويتحرك بشكل مستمر.
تضيف د. ياسين: يصنف المختصون هذه المشكلة على أنها واحدة من الحالات النفسيّة التي تبدأ مع الأشخاص منذ الصّغر، بحيث يصبح غير قادر على التركيز في الأمور واتباع الأوامر وتنفيذها، ويواجه صعوبات كبيرة في الفهم والإدراك.
ويحصل تشتت الانتباه بسبب ضعف التركيز الذي بدوره يؤدي إلى محاولة التركيز في شيء آخر، وعدم مقدرة الفرد السيطرة على الانتباه الشخصي، ويصب الفرد تفكيره على الشيء الخطأ ولا يركز على الشيء المطلوب, فأعراض تشتت الانتباه وضعف التركيز تتمثلان في عدم الانتباه أو السهو؛ فقد يعاني التلميذ صعوبة في التركيز والانتباه، وعدم القدرة على الاستمرار بنشاط محدد وإتمام الواجبات، فهو يتشتت بسهولة، إضافة إلى عدم القدرة على الاستماع لجميع التعليمات، وتالياً قد يفوته الانتباه لبعض التفاصيل المهمة، ويمكن ملاحظة شروده وسرحانه في تفكيره..
العلاج
وبشأن علاج التشتت وضعف التركيز تشير د. ياسين إلى نوعين من العلاج:
في المنزل: يجب على الوالدين أن يهتما بطفلهما ويراعيا احتياجاته النفسية الاجتماعية، حيث يُفضل أن يكون في بيئة خالية من المشاكل المختلفة، لأنّ أسلوب العنف قد يزيد المخاوف والاضطرابات لديه، كما يجب على الوالدين تدريب طفلهما جيداً على كيفية الحفاظ على الوقت، والأنظمة المختلفة ويفضّل أثناء الحديث مع الابن أن يكون الاتصال بصريّاً، أي النظر مُباشرة إلى عينيه، حتى يتلقّى المعلومات الصحيحة.
إضافة إلى ذلك يمكن القيام بعمل جدول دراسي مناسب يتم تنفيذه بعد العودة من المدرسة، بحيث يتم تحديد الوقت لإنهاء الواجبات المنزلية والدراسية وأوقات اللعب والالتزام به حرفياً.
وضرورة تقديم المعززات الإيجابية بأنواعها حسب رغبة الطفل لأي إنجازات دالة على استجابته للتعليمات بدقة والانتهاء من النشاط أو العمل المحدد .
تهيئة المكان المعد للدراسية بحيث يكون خالياً من كل المشتتات سواء أكانت صوتية (صوت التلفاز) أم بصرية – الرسومات واللوحات.
علاجه في المدرسة: يمكن للمعلم أو المعلمة أن يقوم أي منهما ببناء خطة علاجية لمعالجة مشكلة تشتت الانتباه عند الطفل اعتماداً على الأسباب المسببة لهذه المشكلة، وتهيئة فرص النجاح المتاحة أمامه وهي: تقليل المشتتات في البيئة الصفية، وذلك عن طريق وضع ستائر على النوافذ لتقليل المثيرات الصوتية غير المرغوبة، واستخدام أساليب التعزيز بأنواعها المختلفة حسب المعززات التي يرغب بها ويبدأ التعزيز لأقل فترة انتباه واستجابة كالنظر إلى السؤال أو لمجرد المحاولة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار