إيران والتحشيد الغربي

ردّت طهران، على التحشيد الغربي المنسق ضدها وكيل التهديدات والادعاءات الزائفة جزافاً، برسالة عسكرية واضحة ومقتضبة وهي أنها سترد بكل قوة على أي تهديد بأي مقياس وفي أي نقطة، معلنة أنها لو كانت ستواجه الأعداء فإنها ستعلن ذلك صراحة، مثلما فعلت في “عين الأسد”.

المثير أن واشنطن ومن لفّ لفّها من دول غربية وتكتلات دولية مدفوعين بتحريض صهيوني، اتهموا إيران بأنها “المسؤولة عن الهجوم الذي تعرضت له سفينة ميرسر ستريت الإسرائيلية قبالة سواحل عُمان”، من دون أن يقدموا دليلاً واحداً على اتهامهم، وقد استندوا في تحشيدهم السريع والمنسق على أن ما زعموه من استهداف يتعارض مع “الأمن والسلم الدوليين، ومع سلامة وحرية الملاحة”.

سلامة وحرية الملاحة يراها حلف “ناتو” حسب بيانه الذي جاء متناغماً مع جوقة التحشيد، أمر حيوي لكل حلفاء “ناتو”! ما يعني أن الحلف لا يعتبر حرية الملاحة أمراً حيوياً لجميع دول العالم وإنما هو حكر فقط على الحلفاء!.

وعلى حسابات “ناتو”، فإن الهجمات التي ينفذها كيان الاحتلال الإسرائيلي بين الحين والآخر ضد ناقلات النفط الإيرانية أمر محلل، مادام لا يعرض مصالح حلفاء “ناتو” للخطر، ولا يهدد ملاحتهم الدولية!.

والمثير، أن إمدادات إيران من المواد الغذائية والسلع والشحن التجاري تتعرض للخطر منذ سنوات إما بسبب العقوبات غير القانونية أو الهجمات على سفنها، لكن الغرب لم يكلف نفسه عناء تبني أي رد فعل حيال ذلك!.

وفي تقاسم الأدوار وتوزيع الاتهامات بين جوقة التحشيد، قالت مجموعة السبع في بيان لها: “إن نهج إيران ودعمها قوى وأطرافاً مسلحة يهددان السلم والأمن الدوليين”، ليستدل متتبع الأحداث إلى أن المقصود بـ”القوى المسلحة” هي حركات المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، وأن المقصود “بالسلم والأمن الدوليين” هو أمن “إسرائيل” فقط.

ليس مستغرباً كما ليس جديداً أن يواصل الغرب بأنظمته وتحالفاته، دعم الكيان الإسرائيلي وما يترتب على ذلك من وقاحة في التعاطي مع ممارسات هذا الكيان، فالغرب المنقاد وراء واشنطن، لا يرى في العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وسورية ولبنان والعراق، تهديداً للأمن والسلم الدوليين، كما لا يكلف نفسه عناء التنديد بقتل الشعب الفلسطيني وتجويعه وتهجيره، ولا بالهجمات المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية واغتيال علماء نوويين، بل على العكس نراه يجنّد كل إمكاناته ومنابره لدعم الإرهاب الإسرائيلي.

وعليه فإن الحملة الهستيرية التي يحوكها الغرب و”إسرائيل” تأتي في إطار الاستهداف الممنهج لإيران

للضغط عليها عبر محاولات “شيطنتها” لتقديم تنازلات في القضايا النووية ودعمها للمقاومة، ولصرف انتباه العالم عن جرائم “إسرائيل” الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، لكن وكما في كل مرة ستُفشِلُ إيران الاستهداف الأميركي والصهيوني، ولن يكون له أي تأثير على خيارات إيران الوطنية ودورها في حفظ استقرار المنطقة بمواجهة سياسات الغرب والكيان الصهيوني لإشاعة الفوضى وتأجيج التوترات في المنطقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الضحاك: المنطقة العربية تتجه نحو تصعيد خطير جراء مواصلة الاحتلال جرائمه في فلسطين واعتداءاته على سورية وتهديداته بشن عدوان على لبنان مجلس الشعب: ذكرى رفع علم الوطن في سماء القنيطرة المحررة عنوان للصمود والانتصار افتتاح معرض فود إكسبو للصناعات الغذائية في مدينة المعارض بدمشق الهيئة الشعبية لتحرير الجولان: تحرير القنيطرة إنجاز يضاف إلى الصفحات المضيئة في تاريخ سورية اعتباراً من بداية شهر تموز القادم.. رفع الراتب التقاعدي للمهندسين إلى 330 ألف ليرة اجتماع في وزارة المالية مع اللجان المشكلة لدمج مصرفي التوفير والتسليف الشعبي مجلس الوزراء: لا يوجد أي تغيير في سياسة تقديم الدعم للمواطنين وإيصاله لمستحقيه مجلس الشعب يناقش أداء وزارة النقل… خزيم: أضرار قطاع النقل خلال الحرب الإرهابية تجاوزت 147 مليار دولار لتحويل مبالغ الدعم إليها.. مجلس الوزراء يدعو المواطنين حاملي البطاقات الإلكترونية إلى فتح حسابات مصرفية "ديو" باللهجة الجزراوية جديد الفنان عبود برمدا