توسيع الاشتباك مع روسيا

ترمي الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى إشعال المزيد من الجبهات على الساحة الدولية لتوسيع دائرة الصراع والاشتباك إقليمياً ودولياً، وهذا مرده إلى مراكمة عوامل الفشل لدى واشنطن والحلفاء، لذلك فالحل في الفوضى.

إن لم تكن واشنطن خلف التوترات الحاصلة في جبهة دونباس شرق أوكرانيا، فهي لن تتردد لحظة في إذكاء نار التوتر والمساهمة في اندلاع جولة جديدة من الصراع هناك، بما يشكل محاولة لتهديد أمن روسيا، إذ إن أبعاد الصراع ترتبط بشكل مباشر في التضييق على روسيا في خواصرها الرخوة.

التحريض ضد روسيا بدا واضحاً من خلال التعهد الأمريكي بتقديم الدعم لأوكرانيا في حال تفاقم الوضع في منطقة دونباس، والذي أتى بعد مزاعم قيام روسيا “بزعزعة الأمن والاستقرار” في أوكرانيا، تناغم مع التحريض الأمريكي. ما قاله أليكسي أريستوفيتس الممثل عن أوكرانيا في مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن دونباس، فإن هدف مناورات “احمِ أوروبا 2021” التي تجريها أوكرانيا مع “ناتو” في أيار وحزيران القادمين، يكمن في التدرب على خوض حرب ضد روسيا مع التركيز على القرم والبلطيق.

المزاعم التي ساقتها كل من أوكرانيا و”ناتو” وواشنطن عن تحشيد روسيا قواتها على حدودها مع أوكرانيا، ردَّ عليها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بقوله: إن بلاده تحرك قواتها داخل حدودها وفقاً لتقديرها، لافتاً في الوقت عينه إلى أن ظهور عسكريين أمريكيين في أوكرانيا سيزيد من التوتر وسيدفع روسيا لاتخاذ إجراءات إضافية، وذلك رداً على التصريحات الأوكرانية حول إمكانية ظهور عسكريين أمريكيين على أراضيها.

في التجارب الكثيرة لم تُراهن دولة على الغرب والأمريكي إلا وخسرت الرهان، إذ أثبتت هذه التجارب أن الدول التابعة مجرد أوراق تحتمل الربح والخسارة، لكن في حال الخسارة “تُنفض اليد” منها وترتد الأزمات عليها، من هنا حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن إشعال حرب جديدة في منطقة دونباس سيدمر أوكرانيا.

على ما يبدو أن تعويض الفشل والهزائم التي مُنيَّ بها الغرب وأمريكا في غير ساحة دولية أنساهم دروس التاريخ وكيف انتهت كل محاولات الهجوم على روسيا بالفشل، وهذا ما أكد عليه رومان تشيغرينيتس الرئيس المشارك لجمعية شعوب القرم السلافية في القرم مُحذراً “ناتو” من إيقاظ الدب الروسي..

ما يعمد إليه الغرب وهو تكريس الصراع مع روسيا بحيث إذا لم يتم “النيل” منها فأقله “إضعافها” وزعزعة أمنها واستقرارها، عبر نشر الفوضى وإثارة الاضطرابات والمشاكل حولها، أساساً إذا تم النظر إلى سياسة الإنفاق الدفاعي لـ”ناتو” نجد أنها أدت وتؤدي إلى نشر الدمار في العالم وهو ما أكدت عليه موسكو بقولها: “ناتو” مسؤول عن الكثير من جرائم الحرب حول العالم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار