حرائق…. !!

لا أعلم حقاً لم كل هذا الإهمال من مديريات الزراعة في المحافظات التي احترقت غاباتها بشكل لم تشهده بلدنا في تاريخها قديماً وحديثا،ً رغم توظيف آلاف من الحراس الذين لم يكن لهم أي وجود في أوقات افتعال الحرائق والتي بدأت شراراتها الأولى بشكل متزامن في مناطق عديدة من أشخاص لا يريدون لبلدنا سوى المزيد من الخراب .. وإن كانت الحرائق تصبّ في مصلحة أشخاص يجدون في الأشجار المحترقة مصدر رزق رخيصاً ، في السنوات الماضية كان المشهد يتكرر هنا وهناك ليصبح الأمر مألوفاُ وغير ملفت للنظر،و يتم بعضه في الخفاء .! لتصبح ثروة بلدنا الحراجية في مهب الرياح ، بعد أن كانت سمة جمال تتميز بها المناطق الجبلية و غيرها من المناطق .

عشرات السنوات مضت على حملات التشجير وما يرافقها من بهرجة إعلامية هدفها التغطية على مئات الملايين التي تذهب لهذا الشأن ولأعداد هائلة من الغراس.. إذا ما تم تعدادها فإنه يفترض بنا أن نجد بلدنا وارف الظلال في كل مكان نذهب إليه بأشجار تناسب بطبيعتها خصوصية كل منطقة والحفاظ عليها من تعديات طالتها ولم يحرك أحد بشأنها ساكناً .
بعد كل تلك الحرائق المفتعلة تغيرت طبيعة جبالنا للدرجة التي فقدت فيها جمالها الأخاذ ، وهي التي تحتاج لسنوات طويلة لترمم نفسها .. ولا نعلم كم من الكوارث البيئية والحرائق المفتعلة سوف تضاف إلى مجمل الخسائر التي هي من تداعيات الأزمة و الحرب التي تشن على بلدنا.؟
حرائق هذا العام غير المعهودة أودت بثروتنا الحراجية وبات علينا لزاماً محاسبة مفتعليها والكشف عن أسمائهم والمتعاملين معهم ، وكذلك المقصرون بعملهم لأن التقاعس الواضح للعيان ذهب بعمل مضنٍ عمره مئات السنين، الأمر الذي سيكون له منعكسات سلبية على المناخ في المستقبل القريب وهو ما بدأنا نلمسه بتأخر موسم الأمطار .
esmaeelabdulh@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار