لا أَقَلَّ مِن الرِّيَادَةِ..
هني الحمدان
بعيداً عن الهمّ المعيشي وهواجس الغلاء وتبعات التضخم وضعف القوة الشرائية عند الأغلبية العظمى، وهذا الأمر على أهميته وحساسيته والمعاناة التي يسببها، فإنه يبقى من أولويات الاهتمام عند صانعي القرارات..
اليوم ننظر إلى جوانب أخرى، والمتابع لمجرياتها سيلحظ أن الشواهد المرحلية تبشر بأن القادم من الأيام -بمشيئة الله- سيكون ذا أثر يشار إليه بالبنان، وربما يكون إعجازاً في إنجاز، فالنجاحات السياسية على مستوى دول المنطقة ودول عديدة في العالم لها من الآثار الإيجابية ما قد يغير من المعادلات الشيء الكثير، والجميع بدأ يدرك ويلمس الزيارات لناشطين ووفود من دول كانت بالأمس القريب قد قطعت علاقاتها مع سورية، ودول تهمس وأخرى تطلب فتح قنوات التواصل من جديد مع سورية، بعد أن أدركت وتيقّنت أنها كانت على خطأ، واعترى سياستها آنذاك عدم الصوابية وربما مورس عليها شيء من لوبيات الضغط والحصار والانكفاء واختيار العداء لسورية..
هذه المؤشرات تثبت أن القادم بات قريباً يحمل الكثير من المتغيرات على صعد آفاق التعاون والعمل، ودخول مشروعات استثمارية وإنتاجية مع شركات ودول احترمت كينونة واستقلالية سورية، ومن يلحظ مدى الحراك الاقتصادي مع بعض الدول العربية المجاورة وزيادة وتيرته على جبهات عدة سواء أكانت من خلال فعاليات تُنظم محلياً، أو من خلال أنشطة ومشاركات سورية في المحافل الدولية، سيدرك أنه لَمؤشر قوي على أن جملة من النجاحات أخذت بالظهور شيئاً فشيئاً، فبلادنا تملك من المقومات ما يؤهلها لأن تمضي قدماً أكثر وأكثر، وهو أمر نؤمن به جميعاً كلَّ الإيمان، ونعتقد أن وطننا الغالي مقبل على تغيرات غير مسبوقة تحقق المزيد من الأمان والاستقرار والرخاء، بما يعزز مكانته على الخريطة الدولية.
كل يوم هناك مشروع، وهناك منجز حضاري، يضع بصمته على التغيير نحو الأفضل، كل يوم هناك زيارات لمواقع العمل والإنتاج ومن أعلى جهات الحكومة، وها هي الحكومة بطاقمها نجدها بين فترة وأخرى في محافظة للوقوف عن قرب على أدق التفاصيل والاحتياجات؛ تدرس وتقرر وتتدخل وتمنح المليارات للإقلاع والمتابعة بمشروعات تنموية ذات أهداف كبرى، وهذه المتابعات الرسمية لا تقف عند منطقة أو محافظة، فكل المدن والقرى سيشملها النماء، وسيمر بها قطار الاعتناء الحكومي، وستُسخر لها الإمكانات الممكنة، من أجل أن يعيش أبناء الوطن حياة كريمة..