مسؤولية الجميع

لا يخفى على أي إنسان مدى صعوبة الواقع الحياتي والظروف التي ألمت بالمعيشة من جوانب متعددة،فحجم الضغوطات والتحديات من جراء الحصار الاقتصادي الظالم على بلدنا كبير من جهة آثاره وما قد يتركه على ظروف معيشة المواطن .
فمايحصل من غلاء فاحش في الأسواق يستدعي عدم الانجرار وراء الشائعات التي قد تبرز هنا أو هناك أو سماع أصوات الانهزاميين عديمي الحسّ الوطني والغيرة على البلد ومحبته ،فالأحوال يلزمها اليقظة والتفكير مليّاً بأمن واستقرار ومعيشة المواطنين ،وعلى كل شخص مسؤولية تأدية عمله بكل دقة من باب التشاركية الحقيقية مع الجهات الرسمية .
مطلوبٌ من كل الجهات العمل الجدي لزيادة الإنتاج وعلى كل القنوات ،فبالإنتاج الزراعي والصناعي يتحقق المطلوب من تأمين احتياجات المستهلكين والاكتفاء الذاتي ، وهو من الخطوات اللازمة لمواجهة الحصار الاقتصادي الظالم على شعبنا،وإجراء أكثر أهمية.
إن الاستقاء من تجارب الشعوب التي تحدّت الحصار المفروض عليها ،وكيفية الخروج من تبعاته السلبية مسؤولية المؤسسات والأفراد على حد سواء ، كما أن معرفة منافذ التخفيف من الآثار السلبية ضرورة توجب البحث الجدّي والسريع ،وليس فقط الاكتفاء بشعارات تزيد الوضع بؤساً، فالمرحلة حساسة جداً ،والعزف على وتر تجويع الناس ليس بالأمر السهل ،لذلك فإن التغلب على ذلك يكون بالالتفاف الحقيقي بدافع الحسّ الوطني ومحبة البلد ومنشآته ورموزه ، والعمل الفعلي لرفع وتائر عجلة الإنتاج كماً ونوعاً ،ونحن قادرون على قلب المعادلة لصالحنا ،بعد الإنجازات التي تحققت وتتحقق على صعد السياسة والذود عن سياج الوطن .
بالإيمان الخالص والعمل المخلص والإنتاج يستطيع أي شعب قهر أي حصار ،وهناك شواهد عبر التاريخ، والتجربة الكوبية ودحرها الحصار الاقتصادي في الستينيات أكبر دليل .
يعي المواطن تماماً حجم الأعباء والتركة الثقيلة للعقوبات الظالمة على حياة الناس، وسيبقى على درجة كبرى من الوعي وحب بلده . دام الوطن قادراً على تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار