التصريحات ذاتها !
تؤكد اللجنة الوزارية في كل جولة لها لتفقد أحوال محافظة حماةأن منطقة الغاب هي سلة الغذاء السوري وتدعو إلى التركيز عليها والاهتمام بها لأنها عماد الاقتصاد الزراعي ( تماماً ذات التصريحات في جولة لها السنة الماضية ) وكأنها تكتشف ذلك للمرة الأولى!
ربما لم تلقَ أصواتنا آذاناً مصغية عن أهمية الاعتماد على الزراعة والعودة لهذا القطاع ولعماد العملية الإنتاجية (الفلاح ) الذي تم إهماله .. والذي تضاعفت خسائره تارة بسبب الكوارث وغلاء مستلزمات الإنتاج وتارة بسبب الحرب .لأنه من المخجل أنه لم يعد بمقدورنا أن نعتمد في غذائنا على منتجاتنا المحلية ، أليس من المعيب أن نصل لمرحلة أن البعض منا يشتري خضرواتنا وفاكهتنا وزيوتنا بالغرامات و هي من إنتاج أرضنا .؟!
صرخة الفلاح ( المعتّر ) صرخة أسمعت من به صمم , هو الذي صمد بأرضه ، وبأقل الإمكانيات رغم أن مطالبه محقة إلا أنه لم تتوفر له أقل الإمكانات لاستمراره العمل بالأرض ,فالخسائر التي مني بها الفلاح كبيرة، والسؤال : أين كانت الجهات المعنية من تأمين أدنى متطلباته كتأمين الأسمدة والمبيدات والمحروقات اللازمة بالأسعار المناسبة حتى في أبسط الأمور كالحصول على قرض ..والسؤال هل أدت واجبها تماماً تجاه الزراعة .!؟
ألم تسمع حكومتنا صرخة الفلاحين من منطقة الغاب بالسماح لهم بزراعة الشوندر السكري الذي يلائم أرضهم، والذين تحولت محاصيلهم إلى علف لماشيتهم كما حدث في( السنوات الماضية ) بسبب تعليق زراعة هذا المحصول الاستراتيجي.
كان الأجدى بالعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج، وتأمين مستلزماته والعمل على تلافي النقص، وتذليل العقبات التي تقف عقبة في زراعة المحاصيل ، والأهم وضع سياسات تسويقية لمنتجات الفلاحين ،وتشجيعهم من خلال تعويضهم في حال تعرضهم للكوارث عن خسائر لا ذنب لهم فيها .
باختصار نريد أفعالا ً لا أقوالا لتحسين الواقع الزراعي من خلال الإدارة السليمة وتأمين كل عوامل النجاح.
والأهم إطلاق المرحلة الإسعافية ودعم المحاصيل الاستراتيجية، لأنه لا خيار لنا لمواجهة هذه الحروب الشرسة والعقوبات الجائرة ،وقوانين( قيصر )اللعينة إلا بالنهوض بالواقع الزراعي قولاً وفعلاً.