تفصلنا عن انتخابات مجلس الشعب الجديد عدة أيام، حيث ينشط بها المرشحون من خلال حملاتهم الدعائية لكسب أصوات المنتخبين، وأحب في هذه الزاوية أن أوجه الحديث للشريحة الواسعة من المجتمع التي ستقوم بانتخاب ممثليهم في الفترة القادمة، وكل ما أتمناه أن يدرك الإخوة المواطنون أن أصواتهم لها قيمة كبيرة وحقيقية، ولو تم استخدامها في المكان الصحيح لكانت مفاصل حقيقية في إعادة بناء وهيكلة الوطن بالشكل الصحيح، ولكن الكثير من إخوتنا المواطنين يقدمون أصواتهم مجاناً من دون أي أثر، مقابل حملات دعائية بخسةٍ ورخيصة، وأحياناً الكثير من المقترعين لا يعرفون شيئاً عمن انتخبوهم لأنها مجرد ورقة يعطيها المندوب للمقترع يقوم بوضعها في صندوق الانتخابات من دون معرفة الأسماء، والنتيجة أعضاء لمجلس الشعب والوجوه مكررة أغلبيتها غير فاعلة وبعضها يحاول قدر المستطاع، والفاعلون الحقيقيون لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وبالتالي انفصام حقيقي لأثر مجلس الشعب عن الوضع العام وخاصة الاقتصادي، فبعض الوجوه المكررة في المجلس همها الوحيد الحصول على منصب المجلس للتفاخر والتباهي وأحياناً التعالي على من انتخبوهم، وآخرون همهم تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح عائلاتهم وبعضهم تراه ينتظر مطوّلاً في مكاتب المسؤولين للحصول على بعض التواقيع، والفاعلون الحقيقيون في المجلس أصواتهم ليس لها أثر كبير رغم علوّها وفاعليتها وملامستها بشكل مباشر لأوجاع الناس لأنها قليلة وغير مجدية، وتقريباً كل ٢٥٠ ألف مواطن سوري يمثلهم عضو لمجلس الشعب، وأي عضو يتوانى عن المطالبة بحقوق المواطنين والهدف الذي انتُخب من أجله فهو يُهمّش شريحة تُقدر بـ٢٥٠ ألف مواطن. لكل ذلك نتمنى من المواطنين المقترعين أن يُحسنوا الاختيار، كذلك نتمنى من حزبنا العظيم أن يُحسن الاختيار أيضاً لأن الشريحة العريضة والواسعة من المواطنين التي تقدمت بالترشح للعضوية للدورة القادمة فيها الكثير والكثير من إشارات الاستفهام التي نتمنى أن تصوّبها أصوات المقترعين وتُحسن اختيار من يمثلها بشكل حقيقي وفعّال.