الإعلام الرسمي
للإعلام وخاصة الرسمي رسالة مهمة يؤديها بكل أمانة وحيادية ، هو صلة وصل رئيسية مابين الحكومات والمواطنين ،وهذا ليس بخافياً على أحد ..ولكن يتّهم بين الحين والآخر بنزاهته وموضوعيته وعدم تأدية رسالته كما يحلو للبعض اتهامه .وهنا يطرح السؤال نفسه : لماذا يتهم الإعلام ويتحمل مسؤولية الفشل هنا أو التقصير هناك ..؟! هل يأتي الاتهام من باب التملص من المسؤولية وإخفاء حالة التقصير التي قد تعتري أداء الأجهزة الحكومية ، فترمي بفشلها على الناقل لأنشطتها كافة ؟!! وإذا لم يكن هذا أو ذاك ..فأين يكمن السرّ ياترى..؟!
في حال قصر الإعلام في تأدية دوره مع الحكومة و أجهزتها فهذا يؤشر إلى نتيجة مفادها أنه انحاز كلياً للمواطن، وهنا يبرز التساؤل ثانية : هل المواطن راضٍ عن الإعلام ومقتنع بدوره على أكمل وجه ..؟!
الإعلام الرسمي بشهادة الجميع _وليس من باب تحيزي له ،بل من باب الموضوعية والشفافية_ واكب كل خطوات الوزارات ومؤسساتها وغيرها من الجهات ،بكل التفاصيل وتدخل في كل شاردة وواردة كما يقال،وكثيراً مايتردد أنه إعلام منحاز للحكومة ،ليأتي الجزاء من الأخيرة برد الجميل ، عبر موقف يدعو حقاً للاستغراب ،وكأنه، أي الإعلام ،هو من أوصل حالة الأسعار والغلاء الفاحش إلى مستويات خطرة، بات المواطن معها ينوء بأحمال معيشته الصعبة،وهو من ساعد في تراكم إرث الفشل في الأداء المؤسساتي لكل جهة من جهات الدولة ، و سبب الحصار الاقتصادي ،إلى ماهنالك …!!!
أيها السادة :سجّل الإعلام الرسمي خطوات متقدمة في العمل السليم ،وكان بمثابة جسر متين بين عمل الأجهزة الحكومية ،واحتياجات ومتطلبات المواطن ،نقل الإيجابيات بكل صوابية وإتقان ،كما أشار إلى السلبيات ومكامن الخلل ،والشواهد كثيرة ولا يسمح الحيز هنا لشرحها ..!
سياسة الإعلام الرسمي ” المظلوم ” حمّال الأسية ” واضحة .. هو خادم لسياسات الدولة وناقل لتوجهاتها بكل أمانة ،فهو المؤمن بمبادىء مهنية عالية ولا يسلك مسالك أخرى ،إذ تختفي عند ذلك المهنية والحس بالواجب الوطني ،وسيبقى منبرا يقدم المعلومة الصحيحة ،وبالمقابل لن يشهّر بالناس بأن ينقل أخبار الإفك بغية التضليل وإلقاء اللوم على جهة من دون أي حجة أو دليل ….!!
فتشوا عن أسباب الإخفاق، فتعليق شماعات الهروب من المسؤولية لم تعد تنطلي على أحد .و كل مواطن أصبح صحفياً ياسادة ..فلا تنسوا أن عصرنا عصر النجوم ..!!