لقد طفح الكيل لدى المواطن، وبات يضيق بكلّ السياسات والقرارات التي نتخذها الجهات الوصائية ،.. الجميع ينتظر – بفارغ الصبر- حلولاً ومساءلة عن حال الأسواق والخلل والتقصير والاحتكارات والتأخير والخسائر المستمرة التي يتكبدها المواطن يومياً جراء الغلاء .. لماذا كل شيء يعود على رأس المواطن..؟ الذي يترقب قرارات حكومية تخفف من تدني مستويات المعيشة وتضبط السوق وتصويب الخلل وردع المخالفين !!
وهنا أسأل ..أين المواطن من قرارات الحكومة ؟…أين المواطن من تأمين سلته الغذائية بأسعار معقولة؟ .. أين المواطن من تأمين الدواء الذي أصبح له “سوق سوداء” يدفع ثمنها المواطن ؟. أين .. وأين كثيرة هي التساؤلات التي تضعنا في مواجهة مع أصحاب القرار الذين لا يكلون من الوعود والتصريحات الرنانة التي ما أنزل الله بها من سلطان.. مجرد عناوين مفادها تخفيف أعباء المعيشة ..ورفع المعاناة عن كاهل المواطن الذي “كان ومازال الهدف والبوصلة ” .والواقع يؤكد أن المطالب ذاتها والوعود ذاتها ولا يوجد خطوات واضحة وعملية لجهة تحسين الوضع المعيشي للمواطن، علماً أن اتخاذ القرارات يعتبر جوهر العملية وعدم الشروع باتخاذ القرارات بالوقت المناسب من شأنه أن يوسع الفجوة بين المواطن والجهات الوصائية.. باختصار لدينا مشكلة في علاقة المواطن بالحكومة.., حتى أصبح المواطن لا يعرف تحديداً ماذا تريد الحكومة ؟ ولا الحكومة حددت ماذا يريد المواطن؟ وهذا هو الواقع الحقيقي!. علماً أن مطالب المواطنين باتت ملموسة للقاصي والداني.. وتأمين المتطلبات الأساسية من غذاء ودواء بأسعار معقولة وتتناسب مع دخله وألا يبقى مصيره مرتبطاً بارتفاع وانخفاض سعر الصرف والأهم ترجمة ما يصرح به إلى أفعال. للعيش بكرامة..!
فالتساؤلات كبيرة والهموم أكبر, والجميع يسأل أين نقف؟ إلى أين ؟ ما هي استراتيجيات الحل؟.. نعم أيها السادة نحن في تخبط مستمر ! وإذا كان مبرراً في السابق، البحث عن “مسكناتٍ” أو أنصاف حلولٍ.. اليوم واقع الحال لم يعد يسمح بتمييع القضايا خاصة لأنه فعلاً قد “طفح الكيل بنا”.
الأولوية اليوم لترتيب بيتنا الداخلي بعناية وتحديد الخطة المطلوبة لذلك علينا أن نفكّر جدياً ماذا نريد ؟ كيف نسير نحو الأفضل؟ خاصة أن هناك سياسات ثبت أنها أضرّت بنا كثيراً وعطّلت عجلة التنمية، بل أعادتنا إلى الوراء.. اليوم نحن في مرحلة تستوجب منا جميعاً التعاون والسرعة في اتخاذ القرار ! وقلب الطاولة على تجار الأزمة مهما علا شأنهم .. فهل من مجيب !!
. hanaghanem@hotmail.com