لعلنا أدركنا خطأ الدمج ..!

ما يحدث اليوم في أسواقنا المحلية من فوضى في الأسعار, وعدم استقرار في توريدات المواد إليها, وتداعيات سلبية فرضتها الحرب الكونية, والحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة, إلى جانب الحجم الكبير من المسؤولية الوطنية والاقتصادية لـ (يتيم) التدخل الإيجابي (السورية للتجارة) في ضبط إيقاع ما يحدث , من تداعيات للتخفيف من آثارها على المواطنين , يؤكد بالدليل القاطع صوابية معارضتنا سابقاً لدمج المؤسسات التسويقية , والتي كانت بمنزلة أذرع الدولة القوية في السوق المحلية, والدور الهام الذي كانت تلعبه في ضبط إيقاع السوق , والحد من تدخلات التجار التي يغلفها طابع الجشع والطمع..!
وبالعودة إلى نهاية عقد تسعينيات القرن الماضي, حيث مؤسسات التدخل الإيجابي(التجزئة – باتا- اللحوم – الخضار- الاستهلاكية – الخزن والتبريد- سندس) جميعها كانت تشكل حالة دعم تسويقية متخصصة, بانتشارها الواسع, حسب الاختصاص والتنوع في العمل , وبالتالي جميعها كانت تشكل حالة دعم تسويقية بالانتشاروالقدرة على التأقلم مع المستجدات , وتنفيذ المهام الموكلة إليها..
لكن ما حدث تفكير اقتصادي, وآراء مختلفة وحوارات أجهضت هذه المؤسسات والشركات في متاهات الدمج التي لم نحصل منها إلا على خيبات اقتصادية , وضعف في الأداء لثلاث مؤسسات مدموجة(المؤسسة الاستهلاكية – الخزن والتسويق- مؤسسة سندس) رغم كل مقومات البقاء إلا أنها تراجعت في حجم المسؤولية, والعيش في حالة تصارع فيما بينها بحجة المنافسة, وفسحات التدخل الإيجابي القاصرة, وتماشيها مع ظروف لم تستطع مجاراتها , الأمر الذي فرض على أهل المشورة والرأي في عالم الاقتصاد إيصال هذه المؤسسات إلى حالة دمج المؤسسات الثلاث بواحدة , لم تستطع حتى تاريخه ممارسة دورها الإيجابي الذي حدده مرسوم الإحداث, الذي حمل إيجابية تطول مساحة الوطن , لكن الترجمة على أرض الواقع كانت في اتجاه آخر, فرضتها ظروف الحرب , والعقوبات الاقتصادية , إلى جانب حالة الترهل الإداري التي لم تستطع الإدارات المتعاقبة معالجتها حتى تاريخه ..
والمسؤولية ليست مرتبطة بالأشخاص بقدر ما هي بالتعقيدات الإدارية , والمصالح الشخصية في بعض مفاصل العمل , الأمر الذي أوقع السورية للتجارة في مطب الخسارات , وضعف الأداء , قياساً بمسؤولية الذراع الواحدة, بدلاً من سبع تحارب فيها, وتفرض وجودها بشكل يلبي حاجات المواطنين التي هي الغاية والهدف ..!
لكن ما يحدث الآن في الأسواق ألا يؤكد أخطاء الدمج على المستوى الكلي والاستراتيجي , والعودة إلى تعدد الأذرع هي القرار الصح في هذه الظروف..؟!
سامي عيسى
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب