المتفاجئون دائماً

أكثر ما يغيظني أن هناك من ما زال يتفاجأ بكلّ شيءٍ ولم يفقد بعد عنصر الدهشة الساذجة في أي موضوع أو حدث أو أمر يحصل معنا. وعلى الرغم من أن المواطن لم يعد يستغرب شيئاً، إلا أن القائمين على إدارة شؤونه المعيشية والخدمية والعلمية… فإنهم في وادٍ آخر، يشبه “وادي عبقر” لكن من دون وحي يلهمهم في تحسين أدائهم .
إذ إن أولئك ما زالوا يتفاجؤون بوجود الأرياف المهملة بمحاذاة مراكز المدن، ويتفاجؤون بمستوى التعليم المتدني وتراجع ترتيب الجامعات وتردّي واقع البحث العلمي. وأيضاً يندهشون من تفشّي الفساد، وانتعاش المحسوبيات، واستشراء البيروقراطية، والانتشار الواقع لأمراض المكاتب، ولجان المشتريات، ولجان فض العروض، والتفاقم المتعاظم للرشوة، وتعطُّل سير العمليات الإنتاجية.
كما يتفاجؤون من انهيار الثقافة والأخلاق والعلوم، وانحدار الذوق العام، وتدهور الواقع المعيشي، وعرقلة النهوض الاقتصادي، وعدم إمكانية الإصلاح، وأيضاً يندهشون من تضعضع الاقتصاد، وتصدُّع المجتمع، وتخلخل القيم.
ويتفاجؤون من اشتعال الأسعار، وغليان النُّفوس، وغضب الأراضي المحروقة، كما يستغربون أمطار السماء، وعطش الصحراء، وضربة الشمس، ورياح الخريف وزهر الربيع.
ويندهشون من بكاء الطفل، ووجع العجوز، وحرقة قلب الأرملة، ولهفة الشباب الضائع من دون فسحة أمل.
يتفاجؤون ويستغربون ويندهشون أيضاً من هديل اليمام، وعذاب الفِطام وأنين العظام، وغير ذلك الكثير الكثير، لكنهم رغم كل ذلك لم يفكروا للحظة بالتوقُّف عن تفاجئهم واستغرابهم واندهاشهم وأن يفعلوا شيئاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة