كافحوا الحيتان!

لن ننتقص في هذه الزاوية من الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومديرياتها بالمحافظات من متابعة عملية رفع الأسعار بالمحال التجارية والسوبر ماركات ومحال «السمانة» واستنفرت كادرها وأسطولها ومستلزماتها اللوجستية لمتابعة شكاوى المواطنين التي تتلقاها الوزارة والمديريات لتثبيت الأسعار والحرص على الزيادة التي تقاضاها العاملون في الدولة خوفاً من أن تضيع هباءً وتنهشها زيادة الأسعار، طبعاً ترافق كل ذلك تغطية إعلامية كبيرة لتغطية الجهود التي تبذلها الوزارة ومديرياتها في الحفاظ على الأسعار. ولكن كل ماتم ذكره لن يجدي نفعاً أو نتيجة وأصبح عدد كبير من المواطنين يدركون أن أصحاب المحال التجارية والسمانة وأصحاب البسطات والعربات وصغار الباعة ليست لهم علاقة برفع أسعار المواد بشتى أصنافها وخاصة الغذائية منها والمنظفات، ورفع الأسعار جاء من المستوردين الأساسيين لهذه المواد ومن المصانع المنتجة للسلع والحاجات ومن حيتان الأسواق المستوردين ومؤسساتهم وكلنا يعرف أن هناك مستوردين كباراً لكل مادة فالسلع الغذائية يتحكم باستيرادها شخص أو مؤسسة أو بضعة أشخاص وكذلك السلع الكيميائية والألمنيوم والحديد والإلكترونيات والسيارات وهكذا …الخ . وهؤلاء لاتطولهم أيادي المراقبين الصغار ولاحتى الكبار, ودعوني أذكر لكم حادثة كانت تحصل في حينا مع أبو أحمد وزوجته. كانت زوجة أبو أحمد ذات مزاج عصبي ولسان سليط وتتعارك بشكل مستمر مع جاراتها في الحارة وكان زوجها أبو أحمد كلما تحاربت وتعاركت زوجته مع واحدة من الجارات يسرع الى حماته ويعاتبها ويسمعها «زوج كلام» ويهددها بطلاق ابنتها أحياناً… وكان الجوار يلومونه على هذا التصرف ويسألونه ماذنب حماتك بهذه المشكلة إذا كانت التي افتعلتها زوجتك؟!.. فيجيبهم قائلاً: (هون أساس البلى)؟! وهذا يشبه مايحصل في أسواقنا، فيا وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك _ مع التشديد على صفة حماية المستهلك _ ومديرياتها في المحافظات: ما ذنب باعة المفرق والجملة أيضاً إذا كان من يتحكم بالأسعار حيتان الأسواق وحيتان الصناعة ومن لف لفهم…. كافحوا هؤلاء وستكون أمورنا مع الزيادة التي قدمها سيد الوطن بألف ألف خير … ودمتم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار