“الثقافة وجذور الهوية والانتماء” في ثقافي أبو رمانة
تشرين- راتب شاهين:
أقامت مؤسسة القدس الدولية- سورية، واللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني والفصائل الفلسطينية المقاومة، في يوم القدس الثقافي، ندوة ثقافية اليوم تحت عنوان ” الثقافة وجذور الهوية والانتماء”، وذلك في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بدمشق.
وقال الدكتور حسين جمعة، عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية –سورية: الثقافة هي الكل المعقد المركب الذي يجمع أنساقاً معرفية مختلفة، وهي جملة معرفية تمثل مجتمعاً ما، فالمعرفة شي والثقافة شيء آخر، قد يوجد إنسان ما ملم بمعرفة ما، لكن لا يعني ذلك أنه من المثقفين، فالثقافة هي مدخلات الذهن الإنساني التي تحولت إلى أنساق معرفية متضامنة ومترابطة ومتكاملة فيما بينها، فهناك ثقافة قديمة معاصرة، وثقافة دينية وغير ذلك.
وأضاف جمعة: عندما ترتبط الثقافة بالجوهر الحضاري، التاريخي للأمة، تصبح ذات صبغة خاصة بها، وهذه الصبغة لكي تكون ثقافة يجب أن تصقل بمعارف مختلفة.
وتابع جمعة: الثقافة هي القدرة والاستقامة والمنعة الذاتية ، وهذه أول شروط الثقافة، وقوة الوعي بالوجود هو الشرط الثاني، أما الشرط الثالث وهو تجذر الوعي بالحق والحرية والعدالة والدفاع عن الذات، والشرط الرابع هو على المثقف ألا يقوم بقطيعة مع الماضي، ولابد للثقافة أن تربط التراث بالمعاصرة، وهذا شرط أساسي لتبقى الهوية صلبة.. ونحن أصبنا بقطيعة مزدوجة مع الماضي ومع الآخر.
وأضاف جمعة: الشرط السادس، وهو أن الثقافة المتجذرة بهويتها، يجب ألا تنغلق على نفسها، فالثقافة العربية الإسلامية استوعبت كل الثقافات الأخرى ولم تهمل هويتها، فانتشرت وعمت.
وأكد جمعة أن المثقف هو المفكر الناقد والواعي الحر والملتزم، وقسّم المثقف إلى قسمين: مثقف منتم، بالضرورة يجب أن يكون ملتزماً بقضايا المجتمع والأمة، وحراً من كل المنافع والتبعيات، وأن يكون قد امتلك الأنساق المعرفية، فالمثقف المنتمي يقود رسالة ويحمل رسالة. أما المثقف اللامنتمي فهو كالمزيف والمنافق والانتهازي والتابع والمتسلق والمقاول والمطبّع العميل والمدعي.
وقال جمعة: الثقافة هي صانعة لهوية الإنسان وتحافظ على الهوية وتحرس القيم، ونحن مبتلون بضعف هذا النسق لعدم قدرة الثقافة على حماية القيم، أما الهوية فهي مجموعة خصائص يتصف بها مجتمع دون غيره.
وختم جمعة قائلاً: المراد للأمة العربية أن تنغلق على ثقافة مذهبية بيئية، وعلى فكرة معينة أيديولوجية، فالهوية علاقة منطقية بين شيئين متحدين، وهي المكونات التي تحدد انتماء الفرد والمجتمع في إطار تكاملي.
يذكر أنه أدار الندوة الدكتور يوسف أسعد، عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية- سورية.
وحضرها الدكتور خلف المفتاح المدير العام لمؤسسة القدس الدولية، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين وحشد مهتم من الإعلاميين.