بالتعاون مع “الفاو”.. البحوث العلمية الزراعية تنجز برنامجاً حديثاً لردم فجوة الري

تشرين-لمى سليمان:

يستهلك القطاع الزراعي في سورية أكثر من 80% من الموارد المائية لري نحو ١.٥ مليون هكتار من مياه الآبار والينابيع ومشاريع الري الحكومية، التي تعتمد على المياه السطحية والأنهار باستخدام طرق الري التقليدية بالغمر والخطوط، ولا تعتمد على المقننات المائية المدروسة والمحددة لكل محصول، وتعطى المحاصيل كميات كبيرة من المياه تصل إلى ما بين ٨ إلى ١٦ ألف متر مكعب / هكتار، وتضيع كميات من المياه تقدر بحوالي 30-50% من حجم المياه المنقولة عن طريق الرشح والتبخر من شبكات الري المكشوفة.
وفي محاولة لزيادة كفاءة مشاريع الري والتقليل من الهدر في مصادر المياه، وخاصة في ظل الشح الحاصل في الفترة الأخيرة، وذلك باعتماد أساليب علمية حديثة، يرى الدكتور أيمن حجازي من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعة أن مشاريع الري في سورية تعتمد على مبدأ توزيع المياه المتاحة من مصادر الري في العديد من المشاريع المائية، وقد أنفقت الدولة الأموال الكثيرة لتأسيس ودعم هذه المشاريع، إلا أن الفجوة بين سعة نظام الري وإمكانياته كبيرة نتيجة عدم معرفة الفلاحين بطرق الري المطلوبة واحتياج المحاصيل المختلفة من مياه الري، وهذا سبب تدني كفاءة الري والتوزيع غير المتكافئ لمياه الري. لذلك كان لا بد من تسليط الضوء على أسباب و مشكلات تلك الفجوات آخذين بعين الاعتبار أن التغيرات المناخية الحاصلة والمقبلة سوف تزيد هذه الفجوة، لكن تحليل هذه الفجوات سيساعد باتخاذ أفضل التدابير للاستفادة المثلى من مصادر مياه الري المتاحة.
من هنا، وحسب حجازي, أتت الحاجة إلى زيادة كفاءة المياه في مشاريع الري على مستوى الإدارة والحقل ، واعتماد تقنيات الري الحديثة على مستوى المزرعة لزيادة كفاءة استخدام المياه وتقليل الفاقد والاستهلاك.
وبناء على ذلك، قامت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” بالتعاون مع الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بتصميم برنامج حاسوبي (إدارة الري في مشاريع الري) باستخدام لغة البرمجة C# الذي يقوم بإدارة الري عن طريق إنشاء جداول وقوائم الري لكامل موسم الري، بعد حساب احتياجات المحاصيل الزراعية من مياه الري وفق المساحات المقررة في الخطة الزراعية في المحافظة أو مشروع الري، بهدف حساب كميات الري الكلية وذروة احتياجات الري وتوزيع الريات على المحاصيل. وهذا البرنامج يقوم بإدارة فجوات الري في ذروة الاحتياجات الفعلية للري في مشاريع الري عن طريق إنشاء جداول الري وفق المساحات الفعلية المزروعة ووفق معيار الأولوية إذا كان لدينا أكثر من محصول مزروع بنفس الفترة، إضافة إلى تحديد المحاصيل التي يمكن ريها في كل يوم وفق المساحة المقترحة بالخطة الزراعية وحساب زمن الري اللازم وتحديد التصريف المطلوب تأمينه من مصدر الري خلال دورة الري.
ويتضمن البرنامج 3مجلدات ، أحدها يحتوي المعلومات الخاصة بمكان قطاع الري التي يرويها المشروع والمعلومات الأساسية، كرقم القطاع واسمه والمساحة الكلية لقطاع الري والمساحة الفعلية المروية وعدد المستفيدين مع عدد ساعات التشغيل.
وفي المجلد الثاني برنامج Excel خاص باحتياجات الري للمحاصيل المنفردة المزروعة في قطاع الري ويتضمن الاحتياجات المائية في كل دورة ري أي ما يقارب 5 أيام للمحاصيل التي تم حسابها مسبقاً ببرنامج مخصص لحساب الاحتياجات المائية وجدولة الري.
أما المجلد الثالث فيحتوي على ملف Excel وهو عبارة عن جدول يومي لسنة كاملة، ويتضمن بيانات التدفق اليومي المتاح الخاص بقطاع الري مقدرة بالمتر المكعب في الساعة في كل يوم، وعدد ساعات الضخ اليومية.
ومن نتائج هذا البحث العمل على تقليل فجوة الري، وبالتالي زيادة الغلة وتعظيم إنتاجية المياه من خلال تحسين جداول الري، وهو أمر بالغ الأهمية لما ينتج عنه من قدرة على تحسين استدامة إدارة مصادر المياه الجوفية والسطحية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار