ستولتنبرغ يتندر على «استراتيجية علاقات صحيحة» لم تقم مع روسيا.. مناورات أطلسية – نووية شمال أوروبا لا تطمئن الأوروبيين
تشرين:
يبدأ حلف شمال الأطلسي «ناتو» اليوم مناورات نووية واسعة النطاق شمال أوروبا، يشارك فيها 2000 جندي و8 قواعد جوية، و60 طائرة، من 13 دولة في الحلف، وتستمر لمدة أسبوعين.
وأشارت دائرة الحلف إلى مشاركة طائرات مختلفة قادرة على حمل أسلحة نووية وقاذفات قنابل ومقاتلات مرافقة وطائرات للتزود بالوقود وطائرات استطلاع وطائرات حرب إلكترونية، موضحة أن الحلف يتخذ باستمرار خطوات «لضمان موثوقية وفعالية قوات الردع النووية لديه».
وقال مسؤولون في حلف «ناتو»: إن مقاتلات من طراز «إف-35 إيه» وقاذفات من طراز «بي-52» ستكون من بين نحو 60 طائرة من 13 دولة تشارك في المناورات التي تستضيفها بلجيكا وهولندا.
وعلى الرغم من حقيقة أن «ناتو» يصف مناوراته بأنها مقررة مسبقاً، إلا أن المنظمات المناهضة للحرب تنتقد إجراءها في ظروف التوتر الحاصل مع روسيا.
وتأتي هذه المناورات غداة تصريحات للأمين العام السابق للـ(ناتو) ينس ستولتنبرغ أكد فيها أن السعي لتحسين العلاقات مع روسيا بعد نهاية الحرب الباردة كان النهج الصحيح.
وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع مجلة «شبيغل» الألمانية: ما زلت أعتقد أن هذه كانت الاستراتيجية الصحيحة، حتى بعد ضم شبه جزيرة القرم وبدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وتؤكد روسيا على الدوام أنها لا تهدد أحداً، لكنها لن تتجاهل الأعمال التي تشكل خطراً عليها خصوصاً من حلف «ناتو» الذي يوسع نشاطاته بصورة غير مسبوقة على حدودها الغربية، ويوسع مبادراته العدائية بزعم «احتواء العدوان الروسي».
وفي الوقت نفسه تؤكد روسيا أنها منفتحة بشكل مستمر على الحوار مع «ناتو»، ولكن على قدم المساواة، بينما يتعين على الغرب التخلي عن مسار عسكرة القارة الأوروبية.
وعن هذه النقطة الأخيرة، يتحدث الكثير من المراقبين محذرين أوروبا من مسار «ناتو» العسكري فيما يتعلق بمصالحها الأمنية.
الصحف الأمريكية نفسها تحذر أوروبا مما تسميه «نقطة تحول» يقترب منها الاتحاد الأوروبي، بحيث «لم يعد لدى أوروبا الوقت الكافي للدفاع عن نفسها وعن مكانتها في عالم قاسٍ» وفق تعبير إحدى الصحف الأمريكية التي تؤكد أن مزيجاً من الشلل السياسي والتهديدات الخارجية والتباطؤ الاقتصادي يهدد بإنهاء طموحات الاتحاد الأوروبي ليصبح قوة عالمية في حد ذاته، ما يدفع الدول الأعضاء للدفاع عن مصالحها الخاصة بشكل منفرد.
ووفق المقارنة التي يجريها الإعلام الأمريكي فإن الولايات المتحدة والصين تواجهان مشاكل أيضاً، ولكن كلاً منهما لديه أنظمة تعمل على مركزية عملية صنع القرار إلى حد كبير وتولد كميات هائلة من رأس المال الخاص أو العام للدفاع والاستثمار في التكنولوجيات المتقدمة… لكن «أوروبا لا تتمتع بأي من هذه المزايا».