عملية الوعد الصادق 2.. إيران تنتقل من التحذير إلى التدمير
تشرين:
انتقلت إيران من مرحلة التحذير إلى مرحلة التدمير، وذلك بعد تأكدها من أنه لا جدوى بعد اليوم من وراء تبني سياسة الصبر الاستراتيجي والتحلي بضبط النفس في ظل تزايد غطرسة “إسرائيل” وإمعانها في جر المنطقة إلى حرب شاملة وأن الوعود التي قطعتها الإدارة الأمريكية والغربية والإقليمية لكبح جماح نتنياهو لم يتحقق منها شيء وإنما ساعدت الكيان الإسرائيلي في الاستمرار بجرائمه وحربه على قطاع غزة ولبنان، فقامت المقاومة اللبنانية بقصف القواعد الجوية وفي مقدمتها قاعدة نيفاتيم، حيث انطلقت منها المقاتلات الإسرائيلية لقتل المدنيين واغتيال قادة المقاومة في فلسطين ولبنان.
مستوى الرد الإيراني ارتفع كماً وكيفاً
استخدمت إيران المسيرات وفئة معينة من الصواريخ في ردها الأول للدفاع عن نفسها في مواجهة جرائم الاحتلال لكن هذه المرة رفعت من مستوى الرد كماً وكيفاً، فقد كشفت عن طراز جديد من صواريخها وهي صواريخ تطلق عليها “فتاح” ذات القدرة القتالية الكبيرة، كما أن عدد الصواريخ بلغ 250 صاروخاً، ما يعني أنها تقدمت نحو الكيان الصهيوني بنوعية الأدوات القتالية ومن حيث الأعداد، لكي تؤكد أنه كلما ازدادت الاعتداءات الإسرائيلية رفعت إيران مستوى الرد وإنها لن تقف عند المستوى الأولي الذي أرادت من خلاله تأكيد حقها في الدفاع عن نفسها وتحذير الكيان المحتل الذي لم يأخذ الدرس من ذلك الرد.
نهاية أسطورة القبة الحديدية
دفاعاً عن نفسها أطلقت إيران 250 صاروخاً رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستطاعت بكل قوة تجاوز القبة الحديدية والدفاع الجوي للاحتلال ووصلت إلى بنك الأهداف المحدد، وبذلك تكون إيران قد قضت على أسطورة القبة الحديدية التي لطالما كانت وسائل الإعلام الغربية وبعض الإعلام المتصهين في المنطقة تعمل على الترويج لها وتضخيمها في أذهان الرأي العام العربي والإسلامي بأن القبة الحديدية قادرة على اعتراض كل الصواريخ التي تستهدف كيان الاحتلال الإسرائيلي. إذاً قضت إيران على أسطورة القبة الحديدية كما قضت المقاومة الفلسطينية واللبنانية على أسطورة الجيش الذي لا يقهر، حيث تكبد من الخسائر ما لم يخطر ببال أحد من قادة الكيان الصهيوني على مدى عدة عقود.
إيران لم ولن تتخلى عن حلفائها
زعمت وسائل الإعلام خلال الآونة الأخيرة بأن إيران قد تركت حلفاءها في المنطقة يتعرضون للاغتيال والقتل دون أن تقدم على خطوة لمنع كيان الاحتلال من ارتكاب تلك الجرائم وأن الاحتلال الإسرائيلي قد أخذ بزمام المبادرة. لكن عملية الوعد الصادق رقم 2 والرد على عمليات الاغتيال والإجرام الصهيوني أثبت خلاف ذلك وأنها لا تتأثر بعمليات الحرب الإعلامية عليها وإنما تتصرف بعقلانية وتنتظر الظرف المناسب للرد كي تحقق أكبر قدر من الأهداف بأقل الأثمان.