إجراءات قاصرة
يتناقل المواطنون فيما بينهم أن الشتاء القادم سيحمل معه الكثير من الأمطار والثلوج والبرد القارس، و اعتمدوا في تنبؤاتهم هذه على حسابات (الآبيّات) التي يتم تداولها اليوم، وهي عبارة عن طريقة متوارثة من الأجداد، حيث كانوا يلجؤون لوضع ملح في أيام محددة من شهر آب من كل عام من المساء وحتى الصباح، وكذلك في ليل الثالث عشر من أيلول (عيد الصليب)، وبناء على حالة الملح وما يصيبه من رطوبة، يتم تحديد فصل الشتاء إن كان عادياً أم قارساً.
وبغض النظر عن هذه الطريقة المتوارثة ومدى صحتها من عدمها، لا يمكننا تجاهل ما توقعه، بل ما أكده خبراء المناخ والأرصاد الجوية عما سنشهده من تطرف مناخي نتيجة ارتفاع درجة حرارة مياه البحر بشكل غير مسبوق والتلوث بالغازات الدفيئة وغيرها، ما ينبئ بأمطار غزيرة وعواصف رعدية شديدة وبرد وتنين وغيرها من الظواهر الطبيعية غير المألوفة، والتي شهدها الساحل السوري الشتاء الماضي.
فلعل أعددنا العدة لاستقبال فصل الشتاء الذي بدأت خيراته بأمطار غزيرة مترافقة بعواصف رعدية الأسبوع الماضي في طرطوس، وجعلت من أحياء وشوارع المدينة عبارة عن أنهار، لعدم جهوزية مصافي التصريف المطري من جهة وانسداد بعضها بالأوساخ من جهة أخرى.
ونحن اليوم بأول الغيث الذي لم يستمر إلا ليوم واحد وحدث ما حدث من اختناقات، فماذا هم فاعلون مع شتاء صاخب كما يتوقعون، ولماذا هم نائمون؟ و هذا يدل على إجراءات ما زالت قاصرة.
وهل سيحصل جميع سكان المحافظة ريفاً ومدينة على مخصصاتهم من مازوت التدفئة هذا العام والتي لا تتجاوز 50 ليتراً بعد حرمان أكثر من 20٪ من سكان مدينة طرطوس من مخصصاتهم من المازوت العام الماضي، بحجة عدم وجود مخصصات؟ أليس من حقهم الحصول على مخصصاتهم أسوة بغيرهم من أبناء المدينة؟.
ما زلنا على أبواب فصل الشتاء وعلينا أن نسخر كامل طاقتنا لاستقباله والتخفيف ما أمكن من منعكساته، سواء على الخدمات أو المناطق الزراعية، فكل التوقعات تشير لتطرف مناخي أصبح واقعاً لا مهرب منه، فهل نعتبر؟