الجمعية الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سلمية.. نشر ثقافة العمل التطوعي وإعداد الشباب لسوق العمل
حماة- نصار الجرف:
تسهم الجمعيات الأهلية والمؤسسات المجتمعية في المجتمع المحلي مع المؤسسات الحكومية جنباً إلى جنب وبشكل فعال في تنمية المجتمع وتطويره، وخاصة فيما يتعلق بالعمل التطوعي ونشر ثقافة العمل الجماعي والتشاركي، وهذا ما تقوم به الجمعية الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سلمية.
حول هذه الجمعية وأهم أهدافها وأنشطتها ومشاريعها ، تحدث ل”تشرين” ، رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عبد الكريم السيد، حيث أوضح أن الجمعية تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتأسست عام ٢٠١٨ وهي جمعية تنموية، تهدف إلى إعداد جيل الشباب وتأهيله إلى سوق العمل، وإلى نشر ثقافة العمل والتشجيع على إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وكذلك تمكين المرأة، وخلال فترة عمل الجمعية منذ تأسيسها، تم إعداد ٦٤٠ شاباً وشابة في مجالات الريادة ودراسة الجدوى والتسويق، عبر دورات تدريبية تقيمها الجمعية ويحاضر فيها محاضرون مختصون بالمجالات المذكورة.
مشاريع رائدة
وعن أهم المشاريع التي تنفذها الجمعية، ذكر الدكتور السيد بأنه لدينا حالياً عدة مشاريع تنموية إنتاجية وخدمية، تم تنفيذ بعض منها بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان، ومع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (undp )، منها:
– مشروع “فلورا” لاستخلاص الزيوت والمقطرات من النباتات الطبية والعطرية مثل( زيت حبة السودة، زيت بذر الكتان، زيت الخردل ، زيت السمسم، ومقطرات إكليل الجيل والميرمية والزعتر البري والنعناع وغيرها)، ويوجد لدى الجمعية مشتلاً خاصاً للنباتات الطبية المذكورة، يتم من خلاله جني النباتات ومن ثم العمل على عصرها وتقطيرها من قبل فنيي الجمعية، ويتم طرح الإنتاج في الأسواق وفي مقر الجمعية ومركز “جنا”، كما نقوم بتقطير وعصر النباتات للقطاع الخاص بالأجرة.
– ومشروع “جنا” وهو مشروع يقوم به مجموعة تعاونية مؤلفة من خمسة عشر عاملاً منتجاً منزلياً (في المنازل) تقوم بصناعة الأجبان والألبان ومواد المونة المتنوعة، إضافة إلى صناعة الجلديات.
ويوجد لدينا مركز مجهز لبيع هذه المنتجات، ويدير العمل موظف مختص وعائدية المنتج والأرباح تعود إلى المنتجين.
– ومشروع الطاقة الشمسية المتنقلة، وهو عبارة عن عربة متنقلة مزودة بثلاثة ألواح طاقة شمسية، تقوم بتخديم الأشخاص، وخاصة في الأحياء الفقيرة والبعيدة عن المدينة، عبر شحن البطاريات المنزلية والجوالات وأجهزة اللابتوب، في ظل انقطاع الكهرباء وشهرياً نخدم حوالى ٧٥٠ أسرة مقابل أجر رمزي جداً، إضافة إلى تشغيل موظف عامل براتب شهري، ولدينا فكرة للتوسع بالمشروع بالتوجه إلى المزارع لتخديم المزارعين عبر تزويدهم بالطاقة للغاطسات وتشغيلها لسقاية مزروعاتهم.
– ومشروع ” تريكو” وهو مشروع اقتصادي، بيئي، يهدف إلى الاستفادة من تدوير الملابس القديمة لتصنيع ألبسة جديدة، إضافة إلى تصنيع أكياس قماشية للغراس، وهذه فكرة جديدة قيد التجربة. حيث تم إنتاج حوالى ٢٠٠٠ كيس ، وتم تصريفهم وببعهم وقد لاقت هذه التجربة قبولاً من أصحاب المشاتل الزراعية والبيوت البلاستيكية، ما يشجع على زيادة هذا النوع من المنتجات.
واضاف الدكتور السيد: لدينا مشاريع تتعلق بزراعة الأشجار، حيث قمنا بزراعة ٢٢ ألف غرسة فستق حلبي وزيتون ولوز وتوت وصبار وزنزلخت، وقد تم تنفيذ هذه البرامج بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان.
تأهيل وتدريب
وحول الجانب التدريبي والتثقيفي في الجمعية بيّن رئيس الجمعية السيد بأنه لدينا جانب آخر بالنسبة للجمعية يتعلق بنشر المعارف المرتبطة بعمل الجمعية وتطوير كوادرها، وذلك لأهمية المورد البشري في عمل أية جمعية، عبر دورات تدريبية وورش عمل ومحاضرات داخل مقر الجمعية؛ أو عبر ترشيح لأعضاء من الجمعية لاتباع دورات ينظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق،
وحالياً تضم الجمعية ١٤١ عضواً، ويديرها مجلس إدارة مكون من سبعة أعضاء، كما لدينا مكاتب للدراسات والأبحاث والاستشارات الزراعية، مؤلف من ٣٣ مهندساً، منهم ١٣ شهادة ماجستير ودكتوراه، والكادر العامل من حملة شهادات العمل بالخدمة المجتمعية. وختاماً أقول: “إن العمل المجتمعي مسؤولية جماعية مشتركة لجميع الجمعيات الأهلية للوصول إلى الأهداف. ”
مدر للدخل
من جانبها ذكرت مشرفة مشروع” تريكو” لبنى الحاج، أن المشروع هو عبارة عن مشروع مدر للدخل بالنسبة للعاملين فيه، حيث لدينا ثمانية عمال خياطة ( ذكور وإناث) ولدينا خمس مكنات خياطة حديثة ومتطورة، ونقوم بإعادة تدوير الألبسة القديمة وقطع النسيج وتفصيلها وخياطتها مجدداً لتصبح ألبسة جاهزة كالجديدة، وأغلبها ولادي ونسائي، تخدم الطبقة ذات الدخل المحدود، وأصبحت مرغوبة ومطلوبة، ونحن ننتج وسطياً ٢٥٠ قطعة شهرياً، كما نقوم بإصلاح قطع ألبسة للقطاع الخاص بأجور رمزية، يعود ريعها للمشروع وللعمال فيه.
معارض وتسويق
وأضافت الحاج: أيضاً ننتج أكياساً زراعية وحقائب قماشية من أقمشة الجينز والكتان.
وقد خضع العاملون في المشروع إلى دورات تدريبية بالخياطة عبر الجمعية، ولدينا محل خاص للعرض ضمن المشروع، كما نشارك في مهرجانات التسوق والمعارض بهدف تسويق المنتج لدينا.