«ملف تشرين».. ابن الوهّاج لم يشهر سيفه!
تشرين -زيد قطريب:
لم يستلّ (ابن الوهاج) هذه المرة سيفه، ولم يصرخ: وَيْحَكم!. بل كان ودوداً هادئاً، نالت منه السنون، وجعلته يعدّ للعشرة كي لا يغضب!.
كان (ابن الوهاج) يعرف أن “الباشق” مات، وأن شاهين والعُقاب، كبرا في السنّ، وثقلت حركتهما في القتال، لذلك اختار تحاشي المعركة، والتصرف كأسعد فضة الطيب الحكيم، فلم ينتفض على إلغاء حفل تكريم ومنح جوائز الدولة التقديرية، الذي يقام عادة للفائزين في مجال الفنون والآداب والدراسات النقدية.
لا نعرف بالضبط، الظروف التي منعت وزارة الثقافة، من إقامة الحفل المذكور في مكتبة الأسد الوطنية، أو إحدى قاعات دار الأوبرا، وهي مؤسسات تتبع لها، فلا يتطلب الأمر ميزانيات أو أعباء تنظيمية تقتضي التخطيط الطويل والمسبق!.
طوال تاريخه الفني، بقي “ابن الوهاج”، أكثر حضوراً من “أبو كامل” وسواه من الشخصيات التي قدمها في أعماله الكثيرة. وربما يعود ذلك إلى أنّ أسعد جمع في ابن الوهاج الحكمة والقوة معاً. فمعظم الجمهور يناديه في المناسبات والمؤتمرات أو في الشارع، بابن الوهاج، ولن يتذكر أسماءه في مسلسلات أخرى إلّا نادراً، وتلك مسألة تفسر عقلية الجمهور وأسباب تفضيله لشخصية على أخرى، رغم التباين بين “ابن الوهاج” عن أسعد فضة الإنسان.
جمع ابن الوهاج، لقب المخرج والممثل معاً، وبدأ تجربته ممثلاً على خشبة المسرح، ولهذا يعد من القلائل الذين صقل موهبتهم أبو الفنون لفترة طويلة، قبل أن ينتقل للتلفزيون والسينما ويصبح في رصيده عدد كبير من الأعمال، وهذا يفسر قدرته على أداء الأدوار المتناقضة بشكلٍ متقن، حيث في كلِّ مرة يلبسه الدور، ويعطيه من شخصيته ملامح خاصة، لا تتوفر لدى فنان آخر.
بدأ أسعد فضة “1938”، مسيرته الفنية عام 1962، مع مسرحية “الأخوة كارامازوف” ثم تتالت الأعمال فوصلت إلى (30) عرضاً مسرحياً
بدأ أسعد فضة حياته المهنية عام 1962، وشقَّ طريقه في الوسط الفني بالعمل في مجال الإخراج، وكانت البداية مع مسرحية “الأخوة كارامازوف” التي حققت نجاحاً كبيراً وقت عرضها، وتوالت أعماله بعد ذلك وبلغ عدد المسرحيات التي أخرجها (30) عرضاً وأغلبها نال إعجاب الجمهور والنقاد.
تألق الفنان أسعد فضة، في التلفزيون، وشارك في بطولة (76) مسلسلاً منها “باب الحارة، نزار قباني، وضاح اليمن، أبناء بلدي، انتقام الزباء..”.
حصل فضة، على جوائز كثيرة، منها أفضل ممثل عن فيلم “ليالي ابن آوى” من مهرجان دمشق السينمائي، وجائزة أفضل دور تاريخي عن مسلسل”العوسج” من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، ومنذ أعماله الأولى، ترك بصمةً مختلفة في الأداء والإخراج.
يعدّ فضة، شيخ الفنانين السوريين، فهو الأكبر سناً، والأعمق تجربة وخبرة، وهو يمثل اليوم حقبةً كاملة من تاريخ الفن السوري، في المسرح والسينما والتلفزيون.
أقرأ أيضاً:
«ملف تشرين».. الفنان… المعلم أسعد فضة جمع مختلف الفنون ولوَّنها بإبداعه المسرحي العتيق