العلاج بالكتابة يحرر الإنسان من أعباء وذكريات تسبب الثقل النفسي
دمشق- دينا عبد:
تستخدم الكتابة بحد ذاتها للعلاج النفسي، وتعد وسيلة لإخراج المشاعر والأفكار المخزونة بالعقل غير الواعي والمخزنة باللاشعور حتى منذ فترة طويلة.
تقول الدكتورة غنى نجاتي اختصاصية الصحة النفسية: إن الكتابة تساعدنا على أن نعود إلى ذكريات الماضي، حيث تعد العلاج بالكتابة فرعاً من فروع العلاج النفسي التحليلي القائم على تحليل الكتابة والمواقف والحبكات الكتابية التي يمكن أن يكتبها المتعالج.
وأشارت د. نجاتي إلى أنه عندما نتحدث عن الكتابة كوسيلة علاجية يختلف الحديث عندما تكون الكتابة أدبية أو كتابة مذكرات، فهنالك أشخاص لديهم هواية أن يكتبوا مذكراتهم ويسجلوا أحداث ما جرى معهم بشكل يومي أو كل أسبوع.. هذه نطلق عليها كتابة مذكرات ولا علاقة لها بالعلاج النفسي، فهناك أشخاص لديهم خيال واسع وقدرة على التخيل، ويمكن أن تكون الكتابة لديهم هواية أو مكسباً مادياً لهم وهذه الحالة ليست علاجاً نفسياً.
اختصاصية صحة نفسية: 25% من الأشخاص بعد استعمالهم الكتابة تصبح لديهم روتيناً يومياً
كسر حواجز
العلاج النفسي يطلب المتعالج من المعالج نوعاً محدداً من الكتابة يجعل الشخص من خلاله يكسر الحواجز بينه وبين الأقفال السيكولوجية بذاكرته، ويمكن أن يكتشف أشياء لم يكن يكتشفها وبحاجة إلى سرية تامة بين المعالج والمتعالج داخل العيادة النفسية.. العلاج بالكتابة آمن جداً ولا يتطلب مجهود عضلي، إنما هو مجهود نفسي بأن نكتب ونتحدث عن الأشياء التي كان الشخص يخجل أن يتحدث عنها سابقاً أمام الآخرين.
قصة مكبوتة
وشرحت نجاتي قائلة: في العلاج بالكتابة يكون المتعالج يعاني من قصة مكبوتة لديه، والمعالج يقع على عاتقه تحرير القصة انفعالياً أو سيكولوجياً، أو قد يكون لدى المتعالج حادثة أو صدمة نفسية المتعالج لا يستطيع الحديث عنها، وبإمكانه في هذه الحالة استخدام الورقة والقلم للحديث عنها.
وبينت نجاتي أن العلاج بالكتابة يساعد بأن يحرر الإنسان من أعباء وذكريات تسبب له ثقلاً نفسياً على كاهله وتساعده أيضاً على فتح صفحة جديدة في حياته، وذلك لأن الكتابة تجعل الإنسان يستغرق أكثر بالكلام كأن يوجه الكلام لنفسه أو ذاته، فيحس بتناغم وانسجام أكثر مع نفسه أو ذاته، حتى إن العلاج بالكتابة يساعد الشخص على إعادة بناء الثقة بالنفس وقدرته على التعبير.
ويتطلب العلاج بالكتابة أن يكون المتعالج مهيأ نفسياً ويجلس في بيئة هادئة بعيداً عن الضجيج، فتصبح الرؤيا أوضح والروابط الحياتية والإنسانية أسهل قراءة، ويخف الغموض الذي يحس به، ويصبح لديه بعض الأجوبة عن تساؤلات لم تكن لديه إجابة عنها.
روتين يومي
وذكرت د. نجاتي أن هناك 25% من الأشخاص بعد استعمالهم العلاج بالكتابة تصبح الكتابة لديهم روتيناً يومياً.. فالعلاج بالكتابة لا يتطلب الموهبة أو حالة من الأخطاء الإملائية أو أن يكون الخط جميلاً والأفكار متتابعة، إنما الورقة والقلم يساعدان على سحب الأفكار من ساحة اللاشعور إلى ساحة الشعور، كما تساعد الكتابة الأشخاص الذين يعانون من تفكير زائد على ترتيب وتصنيف أفكارهم من الأهم إلى الأقل أهمية .
وختمت نجاتي بقولها: الكتابة يجب أن تكون لها بيئتها الآمنة لأن الافكار الشخصية ثمينة مثل الصور الشخصية.