الفستق الحلبي “الذهب الأحمر” موروث السوريين الزراعي

تشرين:
ترتبط زراعة الفستق الحلبي بهوية السوريين الزراعية وموروثهم الزراعي، وبمدينتهم حلب التي تُنسب التسمية إليها، نتيجة اشتهار المحافظة وريفها الواسع بزراعتها بكثرة، وخاصةً مدينة جرابلس الحدودية.
يعود تاريخ زراعة الفستق الحلبي إلى 3500 سنة ق.م. بدأت زراعة الفستق الحلبي منذ قرون عديدة في عين التينة، ويدل على ذلك وجود أشجار مسنّة في قرية عين التينة في منطقة القلمون بمحافظة ريف دمشق تقدر أعمارها بحوالي 1800 سنة وما زالت تحمل ثماراً حتى أن إحداها ذات جذع يبلغ محيطه حوالي 11 متراً.
ويطلق السوريون على هذه الثروة الإستراتيجية “الذهب الأحمر” أو “الشجرة الذهبية”، لما تدرّه على المُزارع من إنتاج ممتاز النوعية ومرتفع الدخل، ما أغرى المزارعين لتوسيع زراعتها في إدلب والسويداء ودرعا وحمص، كونه من أهم العناصر في مكونات المطبخ السوري عموماً والحلبي والدمشقي بشكل خاص، بعد أن أدخله السوريون في كثير من مأكولاتهم وحلوياتهم على النطاق المنزلي والتجاري والتي حظيت بشهرة عالمية، فضلاً عن جهود وزارة الثقافة السورية مؤخراً في إدخاله إلى القائمة الوطنية للتراث اللامادي السوري.
يعتبر الفستق الحلبي من أجود الأنواع في العالم، ويصدر إلى بلاد كثيرة، ويؤكل كمكسرات متعددة النكهات أو طازجاً في موسمه السنوي. إلا أن زراعته تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب ظروف الحرب وقطع الأشجار وقلة الاهتمام والرعاية.
فوائد الفستق الحلبي كثيرة، وتكمن فائدته في احتوائه على السيلينيوم والمغنيسيوم والفوسفور والزنك وفيتامينات مجموعة В.
وتقول الدكتورة تاتيانا رازوموفسكايا خبيرة التغذية الروسية: أحد أهم الفيتامينات هو فيتامين B7 (بيوتين) الذي يساعد على امتصاص البروتين وحرق الدهون، وعند نقصه يعاني الشعر والأظافر والجلد وتظهر الكآبة، وقد يرتفع مستوى الكوليسترول الضار في الدم.
وتضيف الدكتورة تاتيانا: السيلينيوم الموجود في الفستق بنسبة عالية، يحفز منظومة المناعة ويمنع التسمم عند تعرض الجسم لتأثير أملاح المعادن الثقيلة. كما أن زيت الفستق يساعد على التخلص من البقع والنمش ويجعل البشرة ناعمة. وبالإضافة إلى ذلك يحتوي على اللوتين المضاد للأكسدة ومحسن البصر وهو بمثابة فلتر للضوء يحمي شبكية العين من التدمير. أما البوتاسيوم والمغنيسيوم فيقويان الأوعية الدموية ويساعدان على تقوية الذاكرة وتنظيم ضربات القلب.
كما يحتوي الفستق الحلبي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية وخاصة الحمض الأميني الأرجنين والذي يعمل على حماية شرايين القلب، وذلك عن طريق إنتاج أوكسيد النيتريك الذي يعمل على توسعة الشرايين الضيقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار