دور الجيولوجيا الإستراتيجي والحيوي في الاقتصاد والبيئة والمجتمع خلال ندوة علمية بطرطوس
تشرين- نورما الشيباني:
أقامت الجمعية الجيولوجية السورية اليوم بالتعاون مع المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية، وبرعاية من وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة تسيير الأعمال الدكتور فراس قدور، ندوة علمية بعنوان “دور الجيولوجيا الاستراتيجي والحيوي في الاقتصاد والبيئة والمجتمع”، وذلك في قاعة محاضرات المركز الثقافي في طرطوس.
وتركزت محاور الندوة حول الزلازل وطرق التخفيف من آثارها والدور الهام الذي يلعبه المركز الوطني للزلازل في الاستجابة للكارثة. وتضمنت محاضراتها الحديث عن أهمية المسح الجيولوجي ودوره الريادي في تنمية الاقتصاد الوطني وشرح وضع المياه الجوفية في الساحل السوري.
وبين رئيس الجمعية الجيولوجية المهندس مظهر ابراهيم أن لعلم الجيولوجية أثراً كبيراً في حياة البشرية، مؤكداً على أهمية تضافر الجهود لاستكشاف الثروات المعدنية التي تزخر بها سورية، وأن الجيولوجيين يتحملون مسؤولية كبيرة في قطاع الإنتاج وتحقيق التوازن بين استكشاف الثروات واستخدامها.
وأوضح رئيس مشروع المسح الجيوبيئي المهندس باسل الخطيب في محاضرته، أن المشروع الجيولوجي البيئي يعمل حالياً على إنجاز خرائط، كالخريطة الجيوهندسية التي تقسم الرقعة إلى مناطق وفق معايير تتعلق بحجم الصخور وكميتها، والخريطة الهيدروجيولوجية التي تدرس مواقع الخامات المستثمرة وكميتها والجدوى الاقتصادية، إضافة إلى خريطة التربة و مخاطر التلوث التي تحدد الأماكن الأكثر عرضة للتلوث وتفيد في تحديد حرم الينابيع، وبين الخطيب أنه يتم إصدار كتاب يتضمن منهجية كيفية إعداد الخرائط الجيو بيئية.
كما أوضح الدكتور سعيد إبراهيم عضو الهيئة التدريسية في جامعة طرطوس خلال محاضرته التي ألقاها تحت عنوان “المغاور الكارستية، أنواعها وأهميتها السياحية والمائية” أن الزلازل تتركز عند الحدود الصفائحية، وأن النشاط الزلزالي يرتبط بحركة الصفائح التكتونية، كما بين توزع بؤر الزلازل التاريخية في سورية. وأشار إلى أن الزلازل غير متجانسة الشدة، وهي على شكل دفعات زلزالية تستمر إلى بضعة سنوات، والزلازل التي تفوق قوتها ٥ درجات هي نادرة وقد يكون الهدوء النسبي مؤقتاً، وربما يكون تمهيداً لحدوث زلزال مدمر.
وأوضح مدير المركز الوطني للزلازل الدكتور رائد أحمد خلال محاضرته تحت عنوان “الزلازل وطرق التخفيف من آثارها ودور المركز الوطني للزلازل في الاستحابة للكارثة” أن المركز أنشئ لتخفيف آثار الزلازل من خلال الاستعداد والإنذار عن الزلازل وإدارة الكارثة. وأنه لا يمكن التنبؤ بوقت حدوث الزلزال، ويجب عدم إهمال أي تشقق في المنزل وعدم الهروب مباشرة وقت الهزة.
وأردف: إن المنطقة ستتعرض لاستمرار النشاط الزلزالي هذه الفترة نتيجة انتشار الطاقة في الصفائح التكتونية، وطالب برفع حالة الطوارئ والاستعداد الحكومي ودعم الدفاع المدني بالتجهيزات والمعدات.
بدوره، شرح رئيس قسم تلوث المياه في مديرية الموارد المائية بطرطوس الدكتور نور الدين يوسف، حركة وتلوث المياه الجوفية في الساحل السوري وأحواضها ونوعية حاملها، وبيّن الأماكن الأكبر والأكثر عرضة لانتشار الملوثات.
وأكد رئيس الموارد المائية في مديرية الموارد المائية بطرطوس المهندس إياد حمود في محاضرته أن مياه الشرب بين سندان التلوث و مطرقة اللاوعي، حيث تعتبر معظم مصادر المياه غير صالحة للشرب بسبب توزع التجمعات السكانية في أحواض الآبار والينابيع وانتشار الصرف الصحي و وصولها إلى المياه الجوفية. إضافة إلى مخلفات معاصر الزيتون وهناك عامل مخفف للتلوث، وهو المطر، وعامل يزيد التلوث وهو النشاط البشري، و كون الهاطل المطري يتناقص في وقت تزايد عدد السكان ونشاطهم، فإن التلوث ينتشر وتزداد نسبته..
و تركزت المداخلات عن كيفية الاستفادة والتعاون بين المؤسسات لإنشاء محطات معالجة لمكافحة تلوث المياه والتربة، وأهمية معرفة وتحديد مناطق الخطر والتنسيق بين الجهات المعنية في تنفيذ الدراسات والمشاريع الجيولوجية.
وفي تصريح لـ”تشرين” أكد مدير المركز الوطني للزلازل الدكتور رائد أحمد على أن موضوعات الندوة مهمة جداً في دعم الاقتصاد الوطني ورفد الخزينة العامة، واستثمار احتياطات الثروات المعدنية، كما تتحدد أهميتها في ضرورة التكامل بين عمل الجيولوجي والمهندس المصمم والدارس، ولاسيما في مجال التخفيف من الأخطار والأضرار الاقتصادية والبشرية وضرورة أن يتحقق هذا التكامل عن طريق تفعيل دور المركز الوطني للزلازل بإشراكه في الشق الهندسي. مشيراً إلى أن تراخيص الأبنية في سورية تفتقد لهذا التكامل، ما ينعكس سلباً على بناء أبنية أكثر استدامة لمقاومة الزلازل.
وفي نهاية الندوة تم تكريم عدد من الجيولوجيين القدامى.
حضر الندوة معاون وزير النفط والثروة المعدنية فرحات عبدالله وأمين فرع الحزب محمد حبيب حسين ومحافظ طرطوس فراس أحمد الحامد، وعدد من المعنيين والمهتمين.