“الملافظ سعد”

اعتاد كثيرون من باب الممازحة تداول كلمات مخلّة بالآداب العامة أثناء تحدثهم إلى بعض في العمل والجامعة أو أي مكان آخر، ظنّاً منهم أن ذلك يدلّل على عمق الصداقة وأنه لا حواجز تحدّ العلاقة فيما بينهم.
لكن أن يتجرأ البعض بقصد أو بغيره لدرجة إسماع آخرين ممن هم في الجوار ذلك المزاح المنافي للحشمة، وخاصة في حال وجود فتيات أو نساء، فهذا قد يدخل في باب التحرّش والإساءة للغير، وهو أمر غير مقبول بأي حال من الأحوال، وكثيراً ما خلف ردّات فعل وصدامات عنيفة.
قد يستهجن البعض مثل تلك الأحاديث بين بعض الناس، ويرى أنه لا ضرورة أو مسوّغاً لتداولها حتى لو كانوا وحدهم، معتبرين من الخطأ الاعتقاد أن توطيد العلاقات لا يكون إلّا بالإفراط باعتماد قاموس من المفردات النابية، إذ إن الكثير من العلاقات المتينة قائمة على رقيّ الأحاديث، سواء أكانت جادة أو مزاحاً.
وفي السياق، ليس مضطراً أي صاحب فعالية أو مهنة أن يتعامل بنزق مع عماله أو زبائنه مع تقصد إطلاق كلمات غير مستساغة أو تثير الاشمئزاز أحياناً، فيما التحلّي باللباقة وحسن التعامل أجدى، ولا يولد ردّات فعل قد تؤثر على حسن الأداء ورفع وتيرة العمل.
ولكون “الملافظ سعد” كما يقال، تجنب أن تُقرّع بالكلام القاسي شخصاً خاض تجربة عمل أو تعليم مثلاً وفشل، بل هوّن عليه وحفّزه بالأمل، لعلّه ينطلق من جديد وينجح. كذلك لا تؤنّب آخر على خطأ غير مقصود ارتكبه، بل اسلك معه سبل النصح والتوعية، لربما يتفادى تكرار مثل هذا الخطأ.
نعم أثناء تعاملك مع الآخرين في مختلف مناحي الحياة لا تكن فجّاً خشن القول، بل عوّد نفسك على تخيّر ألفاظ لطيفة جميلة تبعث على السعد والخير، وثق تماماً أنّ مثل هذا التعامل سيلاقي القبول والاستحسان لدى أغلبية الناس، واعتقد أنّ كلاً منا جرّب مثل هذه الحالة وتلمّس أثرها الطيب إلّا عند قلة من ناكري المعروف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
دخول «لعنة العقد الثامن» زمنها الفعلي.. آن الأوان أن يعود اليهود للشتات سوريّات يؤسسن "بزنس خفيف ونظيف".. مهارات الطبخ للاستثمار بعيداً عن التنظير والتسويف «التين السوري» حكاية الشجرة المباركة التي ارتبطت بطول العمر.. «ناول يارزق ناول».. الرئاسيات الأميركية مُثقلة الحمل.. حرب غزة تطوّق الديمقراطيين.. التخلي عن هاريس في الأولويات وسوء حظها يصبّ بخدمة ترامب أكثر من 35 ألف خدمة قدمها مركز خدمة المواطن في السويداء.. ومعوقات تعترض العمل القمر: كوكب الحب أم لجين الآلهة؟ كيف نهيىء أطفالنا نفسياً لاستقبال العام الدراسي؟.. مرشدة اجتماعية: التشجيع والحديث بشكل إيجابي عن المدرسة 7820 طلب فحص لتحاليل ما قبل الزواج في طرطوس.. أسعار رمزية مقارنة بالمخابر الخاصة بعد 10 سنوات من توقف الأعمال فيها.. أما آن الأوان لوضع محطة معالجة مياه الصرف الصحي في قرية نمرة بالاستثمار؟ التحضير للخطة الزراعية للعام القادم اكتمل بالأحاديث والاجتماعات.. فهل سندعمها بتوفير المستلزمات؟