دخول «لعنة العقد الثامن» زمنها الفعلي.. آن الأوان أن يعود اليهود للشتات
تشرين – لمى بدران:
ترجع فكرة «لعنة العقد الثامن» إلى رواية يكاد يتفق عليها المؤرخون الذين يتناولون تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين، وهي أن اليهود عموماً أقاموا لأنفسهم في فلسطين على مدار التاريخ القديم كيانين سياسيين مستقلين، وكلا الكيانين تهاوى وآل إلى السقوط في العقد الثامن من عمره، وها هي المنظومة الحالية دخلت الآن في منتصف زمن عقدها الثامن الذي يجب، حسب روايتهم، أن يسقطوا بموجبها.
وربما يجب علينا أن نوافق بشدّة على ما أوضحه الكاتب الإسرائيلي مايكل بريزون في مقال له بصحيفة «هآرتس» حين كتب: إن الدولة التي اجتمع فيها اليهود اليوم تعاني من متعصبين لا يقلون خطراً عن آخرين عرفوا بذلك في فترات معينة من تاريخ اليهود، مثل «متعصبي السيكاري» و«أتباع الحاخام أكيفا المتهورين» و«تلاميذ شمعون بار كوخبا الحمقى»، ومثل هؤلاء ينبغي ألا يطلق عليهم تسمية يهود بل أشباه يهود أخذوا ما هو تافه وشرير من اليهودية وحولوه إلى جوهر، وأردف الكاتب: هكذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه أمة صغيرة متغطرسة عنيفة وشريرة.
وفي هذا الإطار نجد أن ما أضاء عليه أيضاً الكاتب الفلسطيني د. عبد الله معروف في أحد مقالاته الأخيرة عن «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الاول يعزّز فكرة التّخوف عند الإسرائيليين من الدخول في لعنة العقد الثامن، فيقول: دخلت الفصائل الفلسطينية المعركة التي بادرت بها متسلحةً بفكرة «لعنة العقد الثامن» نفسها التي تخشاها «إسرائيل»، يضاف إليها سيل من النبوءات التي طرحها بعض الدعاة حول مستقبل «إسرائيل» من منطلقات دينية، كما في حالة الشيخ بسام جرار، أو من منطلق استشفافات تاريخية.
ويضيف: «هذا في الحقيقة ما يعاظم تخوف الساسة والمفكرين الإسرائيليين من أن تلحق بـ«إسرائيل» هذه اللعنة مرة أخرى، خاصةً أن شكل السقوط للكيانين اليهوديين في فلسطين في التاريخ القديم كان مرتبطاً بالدرجة الأولى بالتفسخ والانقسام المجتمعي، وهو بالضبط ما تشهده «إسرائيل» منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبالعودة إلى الغاية والحديث عن الحق الإنساني المسلوب في فلسطين أستطيع القول إننا سننتظر أن تعقد عقدة العقد الثامن على «إسرائيل» بفارغ الصبر، لأن صراخ أطفال غزة وكل ما يجري من اضطهادات وجرائم بحق الفلسطينيين هو صوت الحق الذي سيصل عاجلاً أو آجلاً إلى إحقاقه.