المرأة السورية في عيون أهلها المحبين… ناقل أمين للهوية والتراث ومساهمة فاعلة في تعزيز الانتماء والمواطنة
تشرين- رحاب الإبراهيم:
رغم كل الظروف الصعبة، التي عاشتها المرأة السورية وخاصة خلال سنوات الحرب والظروف الاقتصادية القاسية، تمكنت من تسجيل بصمات مهمة في مجالات مختلفة وتأدية أدوارها في بناء المجتمع وتطويرها، إلى جانب مهمتها الأساسي والمحورية في تنشئة الأسرة وتربية الأجيال، فالمرأة كانت ولا تزال نصف المجتمع السوري، الذي يجل ويقدس دورها وتضحياتها.
وإيماناً بدورها الفاعل نظمت مديرية الثقافة في حلب اليوم في دار الكتب الوطنية بالتعاون مع مؤسسة “أرض الشام” ندوة فكرية ثقافية تحت عنوان: “دور المرأة السورية في تعزيز الانتماء والمواطنة”.
وقد تناولت الندوة عدة محاور ركزت على دور المرأة السورية في تعزيز الانتماء والحفاظ على الهوية والتراث، تحدثت فيها المهندسة والباحثة ثريا زريق عن هذه النقطة، لتؤكد أن المرأة السورية كانت حامية للتراث والهوية الوطنية من خلال دورها في نقل العادات والتقاليد للأجيال الجديدة بكل أمانة ومسؤولية، إضافة إلى دورها الفعال في المجالات الثقافة والاجتماعية تحديداً، وهذا غير مستغرب، فالمرأة السورية كانت على مر العصور ذاك الناقل الأمين والحريص على مجتمعها من خلال تنشئة جيدة لأبنائها وغيرهم من الأجيال في مختلف العصور.
في حين ركزت الدكتورة عائشة حوري على دور المرأة وتنشئة الجيل المقاوم والتجذر في الأرض والانتماء، مشددة على أن مسؤولية المرأة ودورها لا يقتصر على تربية الأطفال ورعاية الأسرة كما يظن، رغم أهمية هذا الدور، وإنما دورها الكبير يتوسع ليشمل زرع قيم المقاومة والانتماء في نفوس الأجيال القادمة.
ولفتت الدكتورة حوري إلى أن تربية جيل واعٍ ومقاوم يعد أهم الأدوات المساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية وضمان استمرارية هذه الروح الوطنية المقاومة في مواجهة التحديات المختلفة وتجاوز كل الضغوط والتحديات.
من جهته رئيس مجلس إدارة مؤسسة “أرض الشام” باسل الدنيا شدد على الدور الريادي للمرأة السورية في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء للوطن، معتبراً أن المرأة لعبت دوراً أساسياً في تنشئة الأجيال على الولاء للوطن والانتماء له، فالمرأة لطالما كانت الركيزة الأساسية في المجتمع السوري، الذي يمنح المرأة مكانة مميزة منذ عصور طويلة.
مدير ثقافة حلب جابر الساجور لفت إلى أهمية تسليط الضوء على الدور الهام التي تقوم بها المرأة السورية في مختلف المجالات، فأينما حلت تثبت قدرتها وتميزها وإصرارها على تحقيق النجاح وتجاوز الصعوبات، فاليوم رغم كل التحديات والعقبات التي واجهت المرأة خلال سنوات الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة نجد أن المرأة السورية تمكنت من تحقيق إنجازات هامة على كل الصعد بما فيها الجانب الثقافي، لكن يبقى دورها الأهم والبارز في الحفاظ على الأسرة وتربية الأبناء وتنشئة أجيال واعية ومثقفة تصون الأرض وتراب الوطن وتحمي تراثه ومقدساته.
ت- صهيب عمراية