“الدانا” الأثرية جزء من تاريخ الحضارة السورية

تشرين- سناء هاشم:
في شمال غرب سورية، وتحديدًا في منطقة جبل سمعان الواقع في محافظة إدلب، تستلقي قرية “الدانا الجنوبية” الأثرية كواحدة من سلسلة مواقع أثرية غنية بالمعالم التاريخية التي تفصح عن العمق الحضاري لسورية القديمة.. قرية “الدانا” التي تعد جزءًا من تجمع القرى الأثرية المعروفة بـ (المدن المنسية) أو (المدن الميتة) المنتشرة شمال غرب سورية، ويعود تاريخها إلى العصور الرومانية والبيزنطية، حيث كانت مزدهرة في الفترات المبكرة من التاريخ المسيحي، نظرًا لاضطلاعها بدور محطة تجارية وزراعية هامة في ذلك الوقت.

في عين اليونسكو
وتضم “الدانا” العديد من الكنائس والمباني الدينية، وتتميز هذه المباني بنمط العمارة الرومانية والبيزنطية الفريدة، والتي تظهر تصاميم معمارية دقيقة ونقوش مذهلة، بينما تعكس بقايا البيوت السكنية في هذه القرية، نمط الحياة اليومية لسكانها في العصور القديمة، إذ إنها مبنية من الحجر الجيري، وتبدو فيها تقنيات البناء والمهارة المعمارية التي كانت تستخدم في ذلك الوقت.. كما تنطوي الكنوز الأثرية في هذه القرية على بقايا معالم لمنشآت زراعية مثل معاصر الزيتون والأحواض الزراعية، ما يشير إلى النشاط الزراعي المكثف والممنهج فيها.
وكانت “الدانا” أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو كجزء من المواقع الأثرية في تلك المنطقة، وذلك نظراً لأهميتها التاريخية والأثرية الفائقة، كما تعد موقعاً هاماً للدراسات الأثرية والتاريخية، حيث زارها الباحثون وعلماء الآثار من جميع أنحاء العالم لدراسة بقاياها وفهم تاريخها.
وتضم هذه القرية الأثرية العديد من المباني المهمة التي تنتصب كسجل مستقل حافل بالتنوع المعماري السكني والجنائزي والديني، والتي توزعت على مساحة واسعة منها الحي السكني في الغرب، وقد تنوعت طرز مبانيه، فمن مبانٍ سكنية إلى مبانٍ خدمية وغيرها.. فيما تؤكد الدراسات أنّ بناءها بدأ في القرن الرابع الميلادي.

القبر الهرمي
ولعل أهم ما يميز قرية الدانا الأثرية هو مبنى (القبر الهرمي) الذي يرقى إلى القرن الرابع الميلادي، ويشبه إلى حدٍّ بعيد المباني الجنائزية الهرمية في موقع (البارة) الأثرية، ويتقدم القبر الهرمي رواق على أعمدة أسطوانية متوجة بتيجان كورنثية، وسقف الرواق ببلاطات حجرية، كما زين أعلى جدرانه شريط زخرفي جميل.
وينفرد غربي القرية ببناء مميز غاية في الروعة يدعى (قصر البنات) أو(بيت الراهبات)، ويتألف من ثلاثة طوابق، وكان مخصصاً لتعليم الدين المسيحي للراهبات، وانتشر مثل هذا البناء في العديد من القرى الأثرية بالمنطقة، وصولًا إلى (الرقة) حيث يوجد بناء يماثله في منطقة (هرقلة).
و”الدانا” كغيرها من المواقع الأثرية السورية التي تعرضت للتخريب بسبب جهل العصابات الإرهابية بأهميتها كجزء مهم من التراث التاريخي الإنساني عمومًا، والسوري بوجه خاص.. أو بتوجيه من قوى صهيونية لتدمير كل ما يشير إلى الحضارة السورية العميقة..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على الانتقال نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي كيف نميز بين المظهر الحقيقي ونتجنب التظاهر المزيف؟ الفضاء الرقمي والتطبيقات المتعددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أبعدت الأطفال عن أنشطتهم و أخرجتهم من رداء الطفولة أكثر من ٦٨٠ مراجعاً خلال الشهر الفائت لمركز مصياف للإغاثة والتنمية.. وجميع الخدمات الطبية مجانية دعماً للأطفال المصابين بالسرطان.. مؤسسة أليسار تقدم جلسات ترفيهية ومسرحيات هادفة لمساعدة المصابين