لهذه الأسباب يبكي الممثلون.. لحظات ومواقف مؤثرة لفنانين يذرفون الدموع!!
تشرين- حلا خيربك:
الحوار الفني مادة لها بريقها الخاص والدائم كمادة إعلامية، وتتعدد الأسباب، هي مادة جذابة للقارئ، يتمكّن عبرها من التعرف على أمور خاصة بالفنان أو النجم الذي يشاهده من بيته غالباً، والذي يتحوّل من حيث لا يدري المشاهد إلى صديق، يلفه دائماً الفضول والتطلع إلى أخباره، أو تفاصيل من حياته، أو مسيرته الفنية، وعلى الرغم من أن الحوار الفني التلفزيوني أو المسموع أكثر جماهيرية، يبقى للحوار الصحفي تلك الخصوصية من حيث إن الفنان يجد مساحة أكبر وحرية للبوح أمام شخص واحد بأموره التي قد تكون خاصة جداً وحساسة، وهناك الكثير من التفاصيل التي يعيشها الصحفي أو يسمعها تبقى خاصة به وبتجربته فلا يرويها، لاسيما تفاصيل اللقاء والتي تكشف كثيراً للصحفي نفسه عن شخصية محاوره، كبيته أو المقهى الذي يفضله..
بكاء على حين غرة
وهكذا، ومن خلال تجربتنا الصحفية، والعدد الكبير من الحوارات الصحفية التي أجريناها مع فنانينا السوريين، كانت هناك دموع تسيل فجأة وبكاء وتأثر ومشاعر تفيض غير متوقعة قبالة بعض الأسئلة.. كانت هذه الدموع التي ذرفت بمثابة ميثاق يشعرنا بأهمية المادة التي بين يدينا، ونبل العمل الذي نمارسه، فالمادة الصحفية للفنان عبارة عن منبر يتواصل من خلاله بصدق وشفافية مع جمهوره، ومع الوسط الذي يعمل ضمنه، فيعبّر عن مشاعره وهمومه ومشاكله.
هشام شربتجي
هشام شربتجي..منسي أكثر من عشر سنوات..
ومن أغرب المواقف التي صادفتني، هو بكاء المخرج هشام شربتجي رحمه الله، في عام 2009 ومن ضمن سلسلة طويلة من الحوارات الفنية الصحفية لمجلة ثقافية، استوقفني اسم المخرج هشام شربتجي كعلم في صناعة الدراما السورية.. وكان يحمل لقب “ملك الكوميديا” على مستوى الوطن العربي.. التقيته بناءً على رغبته في مقهى كولومبوس على أتوستراد المزة، حيث كان يقضي بعض أوقاته على كنبة جلد حمراء، وبدلاً من أن أبادره أنا بالأسئلة، نظر إلي ووجه لي سؤالاً مباشراً واحداً، “بنتي إنتي شو ذكرك فيني؟!” فضحكت أنا مستغربة وقلت له أنت ملك الكوميديا لماذا تسألني هذا السؤال؟! وبدأنا حوارنا ، ثم بعد عدة أجوبة تتناول الدراما والكوميديا، وجدته يجيب باكياً بمرارة، أنا لم أعمل عملاً واحداً منذ عشر سنوات، وأنا في منزلي وحيداً لا أحد يعلم أني هنا ولا أحد يذكرني، يظنون أنني في السعودية وأعمل على سلسلة “طاش ما طاش” والتي تركتها بعد أن لاقت نجاحاً في الأجزاء الأولى، وأخذ شربتجي يشيد بمسلسل “ضيعة ضايعة” ويقول إنه كان يشاهد إحدى حلقاته صباح ذلك اليوم، وانتابته نوبة من الضحك وسط حزنه، وعندها فكّر، بأن من يستطيع أن يضحك مئة شخص فقط في الوطن العربي ولو كان حزيناً، فإنه يقوم بعمل نبيل، لذلك كان راضياً عما قدمه من كوميديا رغم انقطاعه الطويل عن العمل، وبعدما نشرنا الحوار الطويل معه، صادفت المخرج هشام شربتجي بعد ثلاث سنوات في لوكيشن مسلسله “المفتاح” فتوجه نحوي ورحب بي كثيراً وكان يذكر اسمي!
نجاح حفيظ والشائعات
الفنانة نجاح حفيظ التقيناها في الإذاعة في مبنى الإذاعة والتلفزيون، وبعد عدة أسئلة بكت وقالت أنا “فطوم حيص بيص” لم أعمل منذ اثنتي عشرة سنة، والسبب أن إحدى الفنانات التي تسعى لأدوار الأم وتحتكرها- هكذا وصفتها لكن لم تذكر اسمها- أطلقت حولها شائعة معيبة جعلتها مستبعدة ومنسية.
نبيلة نابلسي والبدايات الصعبة
كانت الفنانة نبيلة نابلسي رحمها الله تذرف الدموع وتتوقف عن الحديث بضع دقائق باكية كلما ذكرت والدتها المتوفاة، وتتحدث عنها وعن جمالها الأخاذ الذي أهملته لتربيتها هي وأخواتها بعد وفاة والدهن، كانت تصف شعر أمها الطويل الأسود وضفيرتها الثخينة، وذكرت أنها كانت تقلق عليها عندما كانت تذهب للتصوير ويتأخر الوقت، حيث كانت تقفل باب المنزل كعقوبة لها على تأخيرها، وكانت قد قضت طفولتها في مدينة جبلة.. وكانت بداياتها الفنية صعبة جداً، حيث إن المجتمع لم يكن يتقبل أن تمثل الفتيات، وذكرت أن إحدى خالاتها عندما رأتها في فيلم يعرض في صالة السينما مصادفة أغمي عليها من هول الأمر، ولم تحدثها طيلة حياتها.
وفي حوار مع أحد المخرجين السوريين الشيوخ كما يمكن أن نصفه وكان قد أنتج أول مسلسل له على حسابه الخاص وقد بكى أثناء الحوار وقال: لقد بعت بيتي، وكان كل ما أملك وراهنت على نجاح أولى خطواتي.