لأنها تعيش أزمات عديدة متفاقمة، ولأنها خسرت كلّ قدراتها على الردع بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي وعدوانها العبثي على قطاع غزة، ولأنها فشلت في توفير الحماية لمستوطنيها سواء في شمال فلسطين أو في جنوبها، ما أدى إلى تزايد أعداد الهجرة المعاكسة خارج الكيان المحتل بحثاً عن أماكنٍ آمنة، بعد انعدام الأمن والاستقرار وانهيار للاقتصاد، فقد حاولت وتحاول بشكل دائم إيجاد مخرج لأزماتها المتفاقمة من خلال الاعتداءات على بعض دول الجوار وضرب المصالح الأجنبية في هذه الدول.
ولأننا عن «إسرائيل» نتحدث، «إسرائيل» تلك الغدة السرطانية التي تعيش بيننا ويجب استئصالها، التي قامت ظهر أمس بانتهاك صارخ لكل القوانين والحصانات الدبلوماسية والقواعد الدولية الداعية لحماية وصون البعثات الدبلوماسية والقنصلية تهدد الأمن والاستقرار باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ما أدى إلى ارتقاء شهداء ووقوع جرحى بين المواطنين المدنيين السوريين والطاقم الدبلوماسي للقنصلية وتضرر الأبنية المجاورة لها.
ويمثل هجوم الأمس على القنصلية الإيرانية انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي كما أنه يمس بأمن البعثات الدبلوماسية التي لها حصانة دبلوماسية بموجب القوانين والأعراف الدولية ما يؤدي إلى المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة وتوسع دائرة العنف.
وفي ظل هذا التصعيد الإسرائيلي العسكري المتواصل، والذي بات عنوانه الأبرز استهداف المصالح الإيرانيّة في سورية، فإن هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية للكيان الصهيوني لا تمثل إلّا نوعاً من الانتقام بسبب الهزيمة النكراء والعجز الكبير الذي مُني به كيان الاحتلال في ساحات المعركة الرئيسة في قطاع غزة، لكن الرد الإيراني حتماً قادم كما وعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وسيضع نقطة النهاية للوجود الإسرائيلي.
وهذا العدوان الذي يعدّ استفزازاً غير مسبوق، يندرج تحت مسمى عدوان صريح على إيران وليس على سورية فقط، والهدف من ورائه توسيع رقعة الحرب وإشعالها إقليمياً والدفع بالمنطقة إلى حالة من الفوضى، ومن ثم جر الولايات المتحدة إلى هذه الحرب لتوريطها فيها، لتكون موازية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ومحاولة جر روسيا إليها أيضاً.
أمين الدريوسي
34 المشاركات