علاج واعد لمرض الانسداد الرئوي المزمن
تشرين:
توصلت دراسة جديدة إلى أن بروتيناً يحفز نظام المناعة في جسم الإنسان لحمايته من فيروسات معينة، يطلق عليه TLR7، يلعب دوراً محورياً في تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن.
ويمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف غير المتوقع إلى طرق علاجية جديدة لهذه الحالة غير القابلة للشفاء، وفقاً لما نشره موقع New Atlas نقلاً عن دورية Nature Communications.
ويحدث مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، الذي يُسمى أحياناً انتفاخ الرئة، بسبب تدخين السجائر أو التعرض للمهيجات، كما يمكن أن يدمر الأكياس الهوائية في الرئة ويسبب الالتهاب وإنتاج المخاط الزائد، ما يجعل التنفس صعباً، ومرض الانسداد الرئوي المزمن غير قابل للشفاء حتى، ويقتصر العلاج على تخفيف الأعراض.
وأجرى باحثون من معهد سينتناري وجامعة التكنولوجيا في سيدني دراسة حول الآليات الكامنة وراء تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن، واكتشفوا أن مستقبل البروتين Toll-like 7، الذي يشار إليه اختصاراً بـTLR7، والذي يساعد في الدفاع عن جسم الإنسان ضد أنواع معينة من الفيروسات، يلعب دوراً محورياً وغير متوقع.
كما قام الباحثون بفحص النسخ في خزعات الرئة المأخوذة من متبرعين أصحاء ومتبرعين بمرض الانسداد الرئوي المزمن في مراحل مختلفة من شدة المرض. وحددوا 4269 جيناً معبراً عنها تفاضلياً لثلاث مجموعات جينية مرتبطة بالاستجابة المناعية، وإعادة تشكيل الأنسجة وإعادة البرمجة الأيضية. وتبين أن بروتين TLR7 كان جزءاً من مجموعة الاستجابة المناعية، التي تم التعبير عنها بشكل مفرط في مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وقال الباحثون: هذا أمر غير متوقع لأن الأدوار المعروفة لـ TLR7 تتمثل في المناعة المضادة للفيروسات والحماية من التفاقم الناجم عن العدوى في أمراض الجهاز التنفسي.
ولوحظ أن الفئران التي تم تعديلها وراثياً لتكون ناقصة في بروتين TLR7 والمعرضة لدخان السجائر المكافئ للدخان الذي يستنشقه مدخن علبة سجائر واحدة في اليوم، كانت لديها نسبة أقل من انتفاخ الرئة وإعادة تشكيل مجرى الهواء، وتحسنت وظائف الرئة وموت الخلايا المبرمج في الرئتين. كما أدى إعطاء عقار imiquimod، المعروف بتنشيط TLR7، إلى الفئران السليمة المعرضة لدخان السجائر، إلى تفاقم مشكلات الرئة.
من جانبه، قال جانغ ليو الباحث الرئيسي للدراسة: من المثير للدهشة أن نتائج الدراسة تُظهر ارتفاع مستويات TLR7 لدى الأفراد المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وكذلك في نماذج مرض الانسداد الرئوي المزمن التجريبية التي تشمل الفئران.
وأضاف ليو: تلعب الخلايا البدينة دوراً مهماً في تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن عن طريق بدء الالتهاب وإدامته داخل أنسجة الرئة الهشة، ما يجعل التنفس أكثر صعوبة للمرضى، مشيراً إلى أنه تم التوصل إلى “أن ارتفاع مستويات TLR7 يزيد من نشاط الخلايا البدينة، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلات الرئة.
أعرب الباحثون عن أملهم في أن تؤدي النتائج التي توصلوا إليها إلى علاجات لمرض الانسداد الرئوي المزمن، قائلين: إن حجب TLR7 بالأدوية المستهدفة يمكن أن يكون نهجاً علاجياً جديدًا واعداً لمرض الانسداد الرئوي المزمن، وهو حالة رئوية صعبة لا يوجد علاج لها حالياً.