المهندسة المعمارية نور حمود أول امرأة تكسر احتكار الرجال “للوساطة العقارية” في طرطوس
تشرين- وداد محفوض:
تعدّ مهنة الوساطة العقارية من أبرز المهن في قطاع العقارات في طرطوس فهي صلة الوصل بين المشترين والبائعين، و تيسير عمليات البيع و الشراء والاستئجار، لكن اللافت، هو دخول العنصر النسائي لهذا المجال، في خطوة باتت ملموسة وظاهرة في المجتمع.
فكسرت النساء الاحتكار “الرجالي” على هذه المهنة، وذلك في ظل التغيرات الاجتماعية والتطورات المعيشية الحاصلة نتيجة الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى التحول الذي يشهده القطاع على نحوٍ واسع؛ ما فتح المجال أمام المرأة التي اندمجت في هذا المجال مثلها مثل الرجل، وذلك لأن المرأة خبيرة في اختيار البيت المناسب لكل عميل.
“تشرين” التقت وسيطة عقارية، المهندسة المعمارية نور حمود، التي أكدت أن بداية مسيرتها المهنية في مجال العقارات أو الوساطة العقارية، كان مصادفة، بعد أن كانت تعمل لسنوات كمهندسة معمارية إلى أن تحول الأمر لطلب بعض العملاء منها البحث عن عقار، وذلك كانت نقطة البداية التي فتحت لها الأبواب لدخول الوساطة العقارية.
الإخلاص والدقة
“حمود” تقول: إنّ عمل المرأة يكون كصفاتها الحياتية، ممتلئاً بالإخلاص والدقة والتفاني، ومن أهم الأمور أنها تتفهم متطلبات السيدات من اختيار البيت المناسب؛ وذلك لأنها امرأة مثلها أولاً، وخبيرة في إدراك احتياجات الأسرة والقدرة على ترتيب وتنسيق كافة التفاصيل، حيث إن المرأة بعادتها متميزة في كلِّ المجالات، سواء كان بالعقارت أو غيرها.
عدم التقبل
واستذكرت “نور” أغرب المواقف التي تعرضت لها خلال بداية مهنتها، هو التحيز ورفض قبولها كوسيط عقاري، لكن مع الوقت بدأ الجميع يتقبل فكرة وجود السيدات في مجال العقارات.
وأضافت: أكثر المواقف غرابة التي صادفتها، هو طلب سيدة بأن من يذهب مع زوجها لرؤية المنزل رجل وليس امرأة، فرفضت واعتذرت عن إكمال الطلب لأن المهنة غير محجوزة لجنس وليست “حكراً” للرجال في مجال معين.
وأضافت “حمود” أنها مستمتعة بالعمل مع سيدات أعطوها الثقة والتوكيل لكونهن وحيدات أو أزواجهن مسافرين حيث تساعدهن في انتقاء المنازل أو إيجارها.
وأنها الوحيدة في محافظة طرطوس التي تمارس مثل هذا النوع من الأعمال في مكتب ولوحدها، وأردفت أن هناك نساء عددهن لا بأس به يعملن لدى مكاتب عقارية كمساعدات عند الضرورة لتلك المكاتب، أو عن طريق النت.
مشاكل العمل
وعند سؤالها عن مشاكل أو نصب تعرضت له خاصة أن هذا المجال شائك ويحتاج فراسة ودقة، نبهت “نور” للتلاعب الذي يمارسه البعض بنشاط الوساطة العقارية وذلك بأخذ مقدم مالي من عميل، من خلال عرض إعلانات “وهمية” عن منازل، الأمر الذي يتسبب في فقد “سمعة” الوسيط العقاري في سوق العمل، مشددة على من يريد ممارسة مهنة الوسيط العقاري أو المسوق العقاري أن يحصل على ترخيص عمل لضمان حقوق الجميع.
وحذرت المقبلين على العمل بهذا النشاط من وضع رقم الترخيص في حساباتهم الشخصية لأنه من الممكن أن يتم سرقتها أو استخدمها في الاحتيال، مؤكدة أن هذا من أكبر المشاكل التي يتعرض لها الوسيط العقاري.
وتوفر الوساطة العقارية الفرص الواسعة للوسطاء العقاريين للتعامل مع عملاء متنوعين؛ ما يؤدي إلى نجاح مهني ومالي، وقد بات تأثير المرأة في هذه المهنة إيجابياً على المجتمع بشكل عام، من خلال توفير فرص عمل للنساء وتمكينهن في مجال العقارات.