الأسعار والكهرباء يهددانها بالانقراض تباعاً.. مؤونة الشتاء تحلُّ ضيفاً ثقيل الظلِّ هذا العام
تشرين – عمار الصبح:
حلَّ موسم المؤونة ضيفاً ثقيلاً على كثير من الأسر في محافظة درعا هذا العام، فالارتفاعات القياسية في الأسعار كانت أكبر من أن تستطيع القدرة الشرائية للكثيرين على مجاراتها ما دفع البعض إمّا إلى إلغاء مؤونة الشتاء نهائياً، أو تخفيض مخصصاتهم منها و”خصوَرتِها” لتصبح في حدودها الدنيا.
وينطلق موسم المؤونة منذ منتصف شهر آب من كل عام نظراً لكثرة المنتجات الزراعية اللازمة، وتعد هذه الفترة من العام غنية بمثل هذه المنتجات كالباذنجان والفليفلة والبندورة الملوخية والبامياء، غير أن موسم المؤونة لا يبدو على ما يرام هذا العام، فحديث الأسعار وشد الأحزمة يبدو هو السائد ولا يعلو عليه حديث آخر.
إحدى السيدات أوضحت في حديثها لـ”تشرين” أن أسعار مستلزمات المؤونة هذا العام غير مسبوقة، وخصوصاً “المكدوس” الذي يتصدر سلم الأولويات حيث بات القليل منه يحتاج إلى ميزانية مستقلة لتجهيزه، لافتةً إلى أنّ الأمر لا يتعلق بأسعار الباذنجان والفليفلة فقط وإنما يتعداه إلى أسعار الجوز حيث تجاوز ثمن الكيلو 125 ألف ليرة، وكذلك لتر الزيت الأبيض والذي فاق 30 ألف ليرة، والثوم بـ30 ألفاً، ما يعني أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي، وهذا يعني أيضاً أنّ فاتورة تجهيز مؤونة المكدوس على أصولها بكميات كافية قد تصل إلى المليون ليرة تقريباً، “فعن أي مؤونة نتحدث” تقول السيدة.
ولا يقتصر الحديث عن صنف دون غيره فارتفاع الأسعار ينسحب أيضاً على أصناف عديدة من المؤونة، كالبرغل الذي تجاوز سعره الـ10 آلاف ليرة والبامياء 8000 والكشكة التي يحتاج تجهيزها إلى اللبن والذي وصل سعره إلى 7000 ليرة والملوخية بـ25 ألفاً، وغيرها الكثير من الأصناف التي اعتادت الأسر تجهيزها في مواسمها كمؤونة للشتاء، لكن ارتفاع الأسعار وطول ساعات التقنين الكهربائي ضيَّق الخناق على الخيارات هذا العام وأبقاها في حدودها الدنيا.
وتشكل المؤونة جزءاً مهماً من ثقافة الادخار لدى العائلات، إذ تتم الاستعانة بها في أيام الشتاء الطويلة لتقليل النفقات، حيث توصف بصمام أمان في البيوت، فيما بات يخشى كثيرون من أن تتعرض هذه الثقافة للانقراض تباعاً بعد أن بدأت تتناقص عاماً بعد آخر وتتراجع من على سلم الأولويات، فيما يعد الانقطاع الطويل للكهرباء سبباً رئيساً في تخلي البعض عن ثقافة المؤونة، وخصوصاً المنتجات التي تحتاج إلى تفريز، وهذا ما دفع البعض لاعتماد سياسة التجفيف بالنسبة للخضار ولكن بكميات محدودة.
ويحظى محصولا الباذنجان والفليلفة في درعا بالاهتمام لتأمين حاجة الأسواق من هاتين المادتين في مثل هذا الوقت من العام، وتصل الكميات المنتجة من الباذنجان حسب تقديرات مديرية الزراعة إلى 28 ألف طن سنوياً، فيما تتجاوز الكميات المنتجة من محصول الفليفلة 11 ألف طن.