تراجع إنتاج الكرز وراء ارتفاع أسعاره في القلمون
تشرين – علام العبد:
شكّل ارتفاع أسعار الكرز الناتج عن زيادة الطلب في السوق، وانخفاض مستوى الإنتاج المحلي في منطقة القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق، عاملاً إيجابياً للمنتجين في قرى جرود قارة والجراجير والمشرفة، حيث تكثر زراعة الكرز، وبالمقابل مصدر انشغال بالنسبة للمستهلكين، الذين يشتكون من ندرة المنتج الذي يتم استهلاكه في الأسواق المحلية قبل غيرها، وهو ما يحتم إعادة النظر في أساليب تدبير هذا القطاع بشكل يسهم في رفع المردودية إلى مستوى يعيد التوازن بين العرض والطلب.
وعلى الرغم من أنّ الموسم الحالي لجني الكرز ما زال في بداياته، إلّا أنّ البوادر الأولى تشير إلى أنّ أسعار هذه المادة ستشهد خلال هذه السنة مستويات قياسية كنتيجة حتمية لاستمرار زيادة الطلب على الكرز في الأسواق، وتوالي مواسم الإنتاج الضعيفة والمتوسطة، التي لا ترقى إلى طموح المنتجين والمستهلكين.
وذكر رئيس الجمعية الفلاحية في قرية المشرفة خالد رشق حيث يزرع الكرز، أنّ الظروف الجوية غير المناسبة ضربت موسم الكرز هذا العام، والخسائر التي تكبّدها المزارعون كبيرة من جراء ذلك.
وقدّر الرشق أنّ المساحة المزروعة بأشجار الكرز بــ 6031 هكتاراً، وأنّ عدد الأشجار الكلي المزروعة في تلك القرى الثلاث 1.96 مليون شجرة المثمر منها 980 ألف شجرة، يقدر مردود كل شجرة خلال موسم الإنتاج ما يقارب من 10 كغ من الكرز، في حين يبلغ الإنتاج الكلي لتلك القرى 9 ملايين كغ من الكرز .
وعن الأصناف المزروعة بيّن الرشق وجود أصناف تصديرية مرغوبة، وهي بنغ بنسبة 70 % وهاردي جانيت بنسبة 20 % وهناك أصناف غير تصديرية مثل نابليون – قلب الطير – أبو حظ، بنسبة 10 %، تُزرع شجرة الكرز بعلاً في السفوح الجبلية للسلسلة الشرقية في جبال لبنان في قرى جراجير وقارة والمشرفة، وتعدّ من أهم الأشجار في المنطقة من حيث العدد والإنتاج والمساحة والجدوى الاقتصادية والتصديرية، فهي تتحمل الجفاف والتربة الكلسية وبرودة الطقس، وفترة قطافها من أول شهر حزيران حتى منتصف شهر آب، وعن أهم ما يعترض زراعة وإنتاج الكرز من صعوبات في المنطقة، أوضح الرشق أنّ في مقدمتها الطرق الوعرة، وارتفاع أجور وتكاليف العمليات الزراعية، والصقيع الذي يضرب المنطقة في فصل الشتاء، والأضرار الناتجة عن القطع واليباس بسبب المجموعات الإرهابية، فهناك 125 ألف شجرة متضررة من جراء الإرهاب، هذا وتقوم مديرية زراعة ريف دمشق بإعادة ترقيع المساحات المتضررة بغراس جديدة من مشتل دير عطية والناصرية .
فيما لخص مدير مشتل دير عطية السابق المهندس الزراعي هيثم بيطار أهم الصعوبات التي تواجه مزارعي الكرز، ومنها تسويق الإنتاج وتحكم بعض السماسرة، مع العلم أنّ إنتاج الكرز في جبال القلمون من أفضل أنواع الكرز في العالم. والعقبة الثانية هي تفاوت درجات الحرارة أثناء الإزهار، ما يؤدي إلى تقليل كميات الإنتاج في بعض مواقع التشجير.
وأكدّ بيطار أنّ الظروف الجوية لهذا العام كانت قاسية وغير مناسبة، ما أدى إلى أضرار كبيرة في موسم الكرز، إذ يتوقع أن ينخفض الإنتاج ، وهذا ما يعد ضربة قاسية للمزارعين، فقد أدى تأخر قدوم الربيع وتقلب الطقس وتدني درجات الحرارة المفاجئ لأكثر من مرّة إلى إنزال ضرر كبير في البساتين وقت الإزهار، ثم أتى سقوط البَرد ليوجه ضربة قاضية لها، وتجدر الإشارة إلى أنّ كيلو غرام الكرز يُباع حالياً بأكثر من 12 ألف ليرة .
وأضاف: إلى عهد قريب كانت ثمار الكرز تصل إلى سوق الهال بصناديق كبيرة مختلفة الأحجام والأوزان، إلّا أنّ دخول الصناديق البلاستيكية المحددة الحجم والوزن من
(1- 5) كغ أدى إلى الحفاظ على ثمار الكرز بنوعيه الحلو والحامض، وسهولة نقله وتداوله بين التجار إلى كل أرجاء المحافظات والأقطار العربية والأجنبية، ويتم تحديد الأسعار حسب العرض والطلب، ولا يوجد أيّ نظام لهذه المهنة.
ونظراً لأهمية محصول الكرز يطالب المنتجون بإيجاد طرق مدروسة لتسويق الكرز داخل وخارج سورية, وإقامة مهرجان سياحي تعرض فيه أصناف الكرز, وندوات علمية حول زراعته.