آلاف المتقاعدين يذوقون الأمرّين شهرياً حتى يستلموا رواتبهم من الصرافات “التجاري” في محافظة درعا
تشرين – وليد الزعبي:
تكاد لا تنتهي معاناة أكثر من ١٠ آلاف متقاعد في محافظة درعا من جراء تعثر استلامهم رواتبهم من صرّافات فرع المصرف التجاري، والمسوغات من قبيل انقطاع شبكة الإنترنت أو عدم تغذية الصرافات بالنقود أو نفاد النقود منها بسرعة منها غير مقبول استمرارها.
خلال لقاءات “تشرين” مع عدد من المتقاعدين تساءلت أم أحمد: هل هذا الراتب التقاعدي الضئيل يحتاج أن نجلس ساعات عديدة على الرصيف وسط درجات حرارة مرتفعة جداً بانتظار عمل الصرافات وسحبه؟.. لافتةً إلى أنّ ما يحدث ويتكرر كل شهر لا يليق أبداً بكبار السن ممن قضوا معظم سني عمرهم في الخدمة الوظيفية.
فيما أشار أبو نضال إلى أنّه مريض سكري وضغط، وأبو رامي بجواره لم ينتظر دوره حيث داخل بالحديث مبيّناً أنّه مريض قلب، وبدأا يتداوران الكلام عن أنّ راتبهما لا يكفي ثمن أدوية، ووضعهما الصحي لا يساعدهما على تحمل الانتظار لوقت طويل وسط ظروف جوية قاسية عند صرافات المصرف التجاري المتوضعة في العراء، ولا مقاعد في مكان مناسب يمكن الجلوس عليها والانتظار، واستغربا أنّ الصرافات في معظم الأوقات خارج الخدمة بمسوغات واهية، وهو أمر لا يعقل استمراره وخاصةً أنّ الكثيرين يقطنون في الريف ولا يمكنهم القدوم لمدينة درعا أكثر من مرة حتى يتمكنوا من قبض راتبهم في ظل صعوبة التنقل وأجوره الباهظة آملين إيجاد الحل المناسب بأسرع ما يمكن.
رئيس اتحاد عمال درعا غالب الجوابرة ذكر أنّ مشكلة الصرافات هذه قائمة منذ فترة ليست بقليلة، ولا تزال عالقة بالرغم من كثرة المطالبات بمعالجتها، ولفت إلى أنّه لا يعقل لمن أفنى عمره في العمل الوظيفي أن يذوق الأمرّين حتى يقبض راتبه التقاعدي، وأمل من الجهات ذات العلاقة العمل الجاد لإيجاد الحلول الناجعة التي تفضي إلى حلّ المشكلة، مؤكداً أهمية عودة فرع المصرف التجاري إلى مقره الرئيس وسط حي المحطة في مدينة درعا، لكونه يوفر المكان المناسب لظروف العمل، ويمكّن من تشغيل عدة صرافات ضمنه بالشكل الذي يلبي الاحتياج إلى حدٍّ ما.
ومن جهته تطرّق رئيس نقابة عمال التجارة والمصارف والتأمين حسن الشبلاق، إلى أنّ أسباب المشكلة تكمن في سوء شبكة اتصالات الإنترنت الخاصة بالصرافات حيث تنقطع بشكل متكرر، وكذلك قلة العاملين بفرع المصرف التجاري في درعا إلى حدٍّ لا يمكن من تغطية ضغط العمل سواء داخل المصرف أو لجهة تغذية الصرافات الموزعة في عدة أماكن ضمن مدينة درعا بالنقود، ناهيك بنقص المعدات في الفرع من عدادات نقود وطابعات وغيرها، إلى جانب ضيق مقرّه المؤقت المتواجد ضمن فرع المصرف المركزي.
ولفت إلى أنّه من الضرورة وبالسرعة القصوى تدعيم الكادر الوظيفي في الفرع وتزويده بالمعدات اللازمة، وتحسين واقع شبكة الإنترنت، والمهم أيضاً الإسراع بعودة العاملين إلى مقر الفرع الرئيس بعد تأثيثه وتزويده بالتجهيزات المطلوبة، وخاصة أنّ أعمال تأهيل بنائه انتهت، حيث إنّ ذلك كفيل بأن يسهم بشكل كبير في حل مشكلة استلام المتقاعدين رواتبهم من خلال الصرافات التي يمكن تركيبها في مقر الفرع، حيث تصبح عملية تغذيتها بالنقود مستمرة، فيما يمكن متابعة واقع شبكة اتصالاتها آنياً وتلافي أي خلل فيها بالتعاون مع فرع اتصالات درعا.