“كنار” تحاول التغريد من جديد والتعويل على السمعة الجيدة والعلامة التجارية المشهورة لمنتجاتها  

تشرين – محمد زكريا:

على الرغم من المعوقات الكثيرة والتحديات الكبيرة، التي تواجهها الشركة العامة للصناعات التحويلية ” كنار “، إلّا أنّها استطاعت أن تحافظ على تواجد منتجاتها في السوق المحلية، ونالت ثقة زبائنها، حيث لم تتوقف عن الإنتاج خلال سنوات الحرب، وذلك بفضل توافر البيئة الخارجية المتحسنة بشكل متسارع، والتي من شأنها إيجاد سوق أكبر لتصريف المنتجات، إلى جانب الاهتمام الحكومي، وعلى مستويات عالية بإعادة إعمار الشركات المتضررة ودعمها لتمارس دورها، كما أنّ الشركة تعوّل على الاهتمام الكبير من كافة المستويات بالمشروع الوطني للإصلاح الإداري والتنمية الإدارية، لما لهذا المشروع من إسهام بتحسين في مبادئ الشفافية والمصداقية وتبسيط الإجراءات.

فرص متاحة 

ومن الفرص التي يمكن أن تستفيد منها الشركة هي السمعة الجيدة والعلامة التجارية المشهورة لمنتجاتها، إلى جانب الخبرة والتراكم المعرفي المحفوظ في الشركة عبر عدة أجيال عن ” المنتجات والمواصفات الفنية لها وطرائق التصنيع “، لكن في المقابل توجد العديد من التحديات التي تواجهها هذه الشركة، منها صعوبة الاستيلاء على حصة سوقية كبيرة في ظل المنافسة غير الشريفة، بسبب غياب الرقابة وكثرة ضعاف النفوس، عدا عن وجود أصناف غير مطابقة للمواصفة القياسية السورية، في الأسواق المحلية.

مدير عام الشركة الدكتور المهندس أحمد علي مخلوف أشار إلى أنّ الشركة لا تزال تعمل بموجب النظام الداخلي المعتمد منذ عام 1989، ولم يتم إدخال أي تعديلات عليه أو على بطاقات الوصف الوظيفي، الأمر الذي أضعف الأداء الإداري، وأوجد صعوبة في إتقان الوظائف ومتابعتها، وأصبحت الرقابة عليها من خلال مقارنة الوصف بالأداء الفعلي، كما أنّ الشركة لا تزال تعمل بموجب الملاك العددي المصدق في العام 1990، حيث لم يتم إجراء أي تعديلات عليه، ما أدى إلى ضعف الأداء، وخاصة في الأقسام الفنية والإنتاجية، بسبب عدم توافق الملاك العددي مع الاختصاصات الجديدة في العمل، ومع الغاية المرجوة من عمل الشركة في رفع معدل الإنتاجية ومواكبة التطورات.

معاناة مستمرة 

وأوضح مخلوف لـ”تشرين” أنّ الشركة تعاني نقصاً شديداً في الموارد البشرية في كافة الاختصاصات، وفي كافة مفاصل العمل الإداري والفني والإنتاجي والتجاري والمالي، وبالتالي كل ذلك يؤثر في انخفاض كبير في معدلات تنفيذ الخطط الإنتاجية والتسويقية، كما أنه يؤدي إلى ضغط على الكادر المتوافر، ويشكل عائقاً في وجه التطور المهني، وتحسين مهارات الأداء و الذاتية للقائمين على العمل، حيث إنّ قلة عدد الكوادر تؤدي إلى تحمل كل فرد في الشركة أكثر من مهمة، وهذا يؤثر في جودة وكفاءة الإنجاز، بسبب تعدد المهام واختلافها، كما يؤدي إلى انهماك الموظف في أداء واجباته المتعددة والضرورية، وفي الجانب التأهيلي والتدريبي، حيث لم تتمكن الإدارة من إيفاد أو إشراك أي عامل في دورات تأهيل أو تدريب، لعدم توافر بديل عنه ليؤدي المهام المنوطة به، حيث يبلغ الملاك العددي للشركة من كافة الفئات /206/ عمال، في حين المتوافر الفعلي هو /47/ فقط؟..!.ولفت مخلوف إلى ضرورة إعادة إحياء مشروع إلزام مستوردي القطاع الخاص للمواد الأولية من مادة المحارم بكافة أشكالها، بتسليم كمية 15%من مستورداتهم وبسعر التكلفة.

الجودة والقياس

وبيّن التقرير الصادر عن الشركة الواقع الفني والإنتاجي للشركة، لجهة قِدم كافة الآلات، وخطوط الإنتاج المتوافرة في الشركة، وهي مهتلكة دفترياً منذ زمن بعيد، حيث إنّ آخر خط إنتاج تم استقدامه كان عام 1983، ونتيجة ذلك فإنّ الوضع الفني في الشركة غير مطمئن، بالإضافة إلى المنافسة غير الشريفة في الأسواق، وتوافر منتجات غير مطابقة للمواصفة القياسية السورية من حيث الجودة والقياسات والأوزان وبأسعار منخفضة للغاية، ونوه التقرير التي حصلت “تشرين” على نسخة منه إلى أنّ السيولة المالية للشركة ضعيفة، بسبب ضعف الموارد نتيجة الواقع والعوامل السالف ذكرها، ما يؤدي إلى عدم تمكن الشركة من التطوير، ورفع معدلات الإنتاجية، وتحقيق الكفاءة في عمليات الشراء، وتأمين القطع التبديلية والمواد الأولية لاستمرار العملية الإنتاجية من دون توقف.

رؤى تطويرية  

وأشار التقرير إلى أن الشركة وضعت رؤية لتطوير عمل الشركة، والنهوض بواقعها من خلال التحديث التدريجي، وعلى مراحل وفق برنامج زمني محدد لخطوط الإنتاج الموجودة في الشركة، عبر الخطط الاستثمارية لمشاريع جديدة أو مشاريع الاستبدال والتجديد، ما يمكّن الشركة من رفع معدلات التنفيذ والإنتاجية، ورفع مستوى كفاءة الأداء، إلى جانب تنويع المزيج السلعي للشركة بإدخال منتجات جديدة تواكب أذواق المستهلكين، من خلال خطوط الإنتاج الجديدة، منها إدخال خط حديث لفوط الأطفال شيك شاك بدلاً من المنتج النمطي القديم (السويدي)، وإدخال آلة لصنع المناديل المعطرة، وآلة أخرى لإنتاج بودرة الأطفال، وإدخال آلات بالتدريج تنتج مستلزمات الطفل حتى الوصول إلى إنتاج حقيبة كاملة لمستلزمات الطفل، وبالتالي هذا يؤدي إلى توسيع قاعدة زبائن الشركة، من خلال سهولة تأمين كل مستلزمات الطفل من مصدر واحد موثوق، إضافة إلى إدخال خطوط إنتاج جديدة تضيف مراحل إنتاج جديدة، وتؤدي إلى توسيع نطاق عمل الشركة أفقياً وشاقولياً، وأنّه يمكن شراء خط لإنتاج رول المحارم، يؤمن حاجة خطوط تقطيع المحارم المتوافرة من الرولات، ويتيح إمكانية بيع الفائض وتحقيق قيمة مضافة عالية، وشراء خط إنتاج الأقمشة غير المنسوجة، الذي يؤمن حاجة خطوط إنتاج فوط الأطفال والفوط النسائية من هذه المادة، ويتيح إمكانية بيع الفائض وتحقيق قيمة مضاعفة عالية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟