تخوف المزارع من الزراعات الجديدة أبرز الصعوبات التي تعوق انتشارها.. والجدوى الاقتصادية ليست موضع توافق

تشرين – رفاه نيوف:

لم تلقَ زراعة الزعفران في محافظة طرطوس الاهتمام المطلوب، رغم أهمية هذه الزراعة في دعم الاقتصاد الوطني، وإيجاد زراعات رديفة تنقذ المزارع من الخسائر المتلاحقة.
وقد شهدت المحافظة عدداً من المشاريع الفردية الناجحة، وكان مشروع المهندسة الزراعية رزان شعبان من أول المشاريع التي شهدتها المحافظة وحققت نجاحاً كبيراً، وفي لقاء خاص لـ”تشرين”، تحدثت شعبان عن تجربتها الناجحة وأهمية هذه الزراعة .

انطلاقة المشروع
انطلقت فكرة مشروع زراعة الزعفران، كما بينت شعبان من خلال بحثها عن فكرة مميزة لرسالة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وبعد دراسة معمّقة وصلت لفكرة زراعة الزعفران نتيجة فوائده الكبيرة، وعدم وجود دراسات أكاديمية عن الموضوع آنذاك.
تحدٍّ كبير
بدأت شعبان زراعة الزعفران في خريف ٢٠١٨، بزراعة ٢٠٠ كرومة بمنطقة بيت كمونة على ارتفاع ٤٠ م عن سطح البحر، وكان التحدي لنجاح هذه الزراعة وانتشارها للمناطق الداخلية كبيراً، وفي صيف ٢٠١٩ تم الكشف على الكورمات المزروعة، وكان عددها قد وصل إلى ٧٥٠ كورمة نتيجة الإكثار، ووصلت نتيجة الإزهار خلال الموسم إلى ٦٠ %
وبعد نجاح الزراعة، عرضت شعبان نتائج التجربة، (والتي كانت لمجرد الإكثار للحصول على العدد اللازم من الكورمات، للانطلاق بعدها برسالة الدكتوراه)، على لجنة وزارية في وزارة الزراعة، لنشر وإكثار الزعفران، ولاقت النتائج استحساناً، وأُقِرّ إدخال طرطوس في اللجنة الوزارية.
المهمة الأصعب
بدأت شعبان بنشر ثقافة زراعة الزعفران في المحافظة أولاً عام ٢٠١٩ (وكانت هذه المهمة الأصعب)، وذلك من خلال إجراء اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية، للتعريف بالزعفران على نطاق أوسع.
وعملت على تخفيض سعر الكورمات لتكون نواة لمشاريع صغيرة، وهذا التخفيض خُصِص به ذوو الشهداء والجرحى والعساكر، وذلك بالتعاون مع مبادرة سورية (الخبز والملح)، واستطاعوا أن يوسعوا إطار المعرفة بالزعفران بشكل أكبر، فسعر الكورمة الكبيرة الجاهزة للإزهار من السنة الأولى ٣ آلاف ليرة، والمتوسطة بـ ١٨٠٠ ليرة، تزهر في السنة الثانية من الزراعة.

ظهور مشاريع صغيرة وكبيرة
بعد نجاح التجربة وتميزها، بدأت تظهر مشاريع صغيرة وكبيرة في المحافظة خصوصاً، وفي سورية عموماً.
وأشارت شعبان إلى أن البداية كانت خجولة نوعاً ما، إلّا أنّ الاستفسارات الدائمة عن هذا النبات كانت تبشر لمستقبل واسع الطيف قريب المدى، وهذا ما حصل في عام ٢٠٢٢ من خلال تنفيذ مشاريع كبيرة، في حمص والرقة و ريف دمشق والسويداء ودرعا، وأيضاً المشروع الناجح جداً في قرية تلة بالشيخ بدر في طرطوس، بالتعاون ما بين الأمانة السورية وأكساد واتحاد الفلاحين، هذا المشروع كان نواة عملية لانطلاقة الزعفران في الساحل على شكل مشروع فلاحي جماعي، من خلال توزيع كورمات مجانية على الفلاحين ومتابعة الزراعة معهم من خلال مختصين من الجهات المسؤولة عن المشروع.

صعوبات تواجه الزراعة
وذكرت شبعان من أكبر الصعوبات التي تواجه زراعة الزعفران وانتشاره بشكل أوسع في المحافظة، تمسك المزارع بالزراعة التقليدية التي تعطي إنتاجها خلال العام نفسه، وتخوفه من كل جديد، ومنها الزعفران الذي يحتاج سنتين حتى يبدأ بالإدرار المادي، مع اختلاف المردود طبعاً؛ لأن الزعفران غالي الثمن ( كورمات و مياسم)، وصبر سنتين يساعد الفلاح على جني مادي يعوضه عما سبق من زمن.
و خوف الفلاح من تصريف الإنتاج؛ لعدم وجود سوق تصريف معتمدة وبأسعار محددة.
وقد تبنت شعبان ومن باب التشجيع للمشاريع الصغيرة، التصريف سواء كورمات أو مياسم من المزارعين.

إنتاج /٥/ كغ من الزعفران العام الماضي بانتظار إقرار زراعته رسمياً

إنتاج ٥ كغ من الزعفران
وبيّنت شعبان بأنه خلال الموسم الماضي ٢٠٢٢ انتشرت زراعة الزعفران على مساحات واسعة في أغلب المحافظات السورية، ووصل الإنتاج إلى ما يقارب ٥ كغ من المياسم، وهو رقم ممتاز لكون هذا النبات يباع بالغرام، وبالتالي إنتاج ٥ كغ يعد إثباتاً لنجاح زراعة الزعفران، وانتشاره في سورية.
نبات سهل التعامل ومربح
ولفتت شعبان إلى أن الزعفران نبات سهل التعامل ولا يحتاج لإضافة أسمدة كيميائية، ويعود بالربح الكبير على المزارع، و الخطة القريبة القادمة هي العمل على تصدير الزعفران.
أسواق لتصريف الإنتاج
وأشارت إلى أنه نتيجة زيادة المساحات المزروعة وتوفر الإنتاج، تعمل الجهات المختصة على إصدار خطة تسويقية واضحة، وبالتالي أسواق التصريف هي قيد العمل والخروج للضوء بالزمن القريب.
استثمار المساحات
وأكدّت شعبان ضرورة استثمار المساحات المهملة من خلال زراعة ولو عدد متواضع من الكورمات في السنة الأولى، وحتى سكان المدينة باستطاعتهم زراعة الزعفران في فلين على الأسطح، ليكون رديفاً لهم مع الزمن، ومن ثم التوسع بالمشروع للاستهلاك المحلي، وتصدير الفائض.
وثوقية المصدر
وعن طريقة الحصول على الكورمات، أكدت شعبان ضرورة الحصول عليها من مزارعين محددين في كل محافظة، ويجب أن يكونوا موثوقين، كي لا تتم زراعة كرومات لا تزهر، أو غير معقمة وبالتالي خسارة الفلاح، والتأثير في سمعة هذه الزراعة المهمة، بانتظار إقرار زراعة الزعفران من قبل وزارة الزراعة، ووضع خطط وروزنامة خاصة للتوسع بها.

«زراعة طرطوس»: زراعة غير مناسبة

زراعة غير مناسبة
يرى المهندس أسعد سليمان رئيس دائرة التخطيط والإحصاء في مديرية زراعة طرطوس، أن مديرية زراعة طرطوس لم تتبنَّ زراعة الزعفران في المحافظة، لعدم ملاءمة الجو السائد في الساحل السوري لها ، فالرطوبة الزائدة تمنع نمو المياسم وهي الأهم، مشيراً إلى أن الزعفران ينجح بطرطوس كإكثار فقط ولا ينجح كزراعة، وكذلك لا تنجح زراعته في المناطق الجبلية بالمحافظة بسبب انخفاض درجات الحرارة فيها وبالتالي تكون فترة نموه قصيرة، وأشار إلى نجاح زراعته في محافظة حمص وانتشاره بشكل كبير، بسبب الظروف الجوية الملائمة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟