استثمار مشروط بالإنتاج المُستدام .. أصناف حراجية جديدة مثمرة بيئياً واقتصادياً

تشرين- رشا عيسى:
تبقى مشاريع الاستثمار في غاباتنا الحراجية هدفاً ثانوياً مشروطاً بتحقيق الاستدامة للحراج، التي تلعب دوراً وقائياً بالدرجة الأولى، في وقت توسعت فيه التحركات الزراعية الرسمية؛ لإدخال أنواع جديدة في غاباتنا أثبتت جدارتها، كالصنوبر الثمري وإكليل الجبل، والتي شرعت بانتهاجها منذ سنوات لتحقيق فوائد بيئية واقتصادية، بينما تتواصل عمليات تصدير ورق الغار لتصل الكمية المصدرة حتى الآن إلى 1500طن من أصل 3000 طن سُمِحَ بتصديرها .

وأكدّ المدير العام للحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور علي ثابت لـ”تشرين” أنّ الحراج في سورية حراج وقائي، و فكرة الاستثمار غير موجودة إلّا بالحدود التي يحقق فيها هذا الاستثمار الاستدامة للحراج .
وبيّن ثابت أنّ التدخل في أي بقعة حراجية لا يمكن أن يتم إلّا اذا كان هذا التدخل مبنياً على دراسة وافية مقرونة بتأكيد أن هذا الاستثمار لن يؤثر في استدامة واستمرارية هذه الغابة.
وأوضح ثابت أن الدور الوقائي هو دور أساسي لغاباتنا، والاستثمار هو دور ثانوي، وإذا تم تطبيق الاستثمار سيتم ضمن مبدأ الاستدامة، وهذا ما نسميه بمبدأ الإنتاج المستدام، وتنحصر مهمتنا في الحفاظ على الحراج الموجودة، وحماية غاباتنا الحراجية من الحرائق والتعديات وصونه واستدامته.
وعن المتنزهات الحراجية، شرح ثابت أنه تم تحديد مواقع للمتنزهات الحراجية، ولكن ليس الهدف الأساس منها اقتصادياً؛ أي لا توجد  فوائد اقتصادية، فضلاً عن أنها لم تدخل في الخدمة بعد، ويجري حالياً تحضير المواقع وإعادة تأهيلها، لأن الهدف الأساس هنا هو حماية الغابات، وتنظيم دخول الناس إليها، وتقديم الخدمات المناسبة، ورفع الوعي البيئي لدى رواد الغابات، وتوفير فرصة زيارة منظمة للمناطق الحراجية، مع تأمين الخدمات والمستلزمات الأساسية للتنزه، وخلق مصادر دخل إضافية للمجتمع المحلي، ودعم المبادرات الشعبية للمنظمات والاتحادات والنقابات والجمعيات الأهلية في تأسيس مواقع التنزه الحراجية.
وأكد ثابت أنه تم تصدير 1500 طن من أوراق الغار، بعد السماح بتصدير 3000 طن من الإنتاج، ليوضح أنّ هذه الكمية بقسمها الكبير موجودة ضمن الأراضي الزراعية للإخوة الفلاحين .

وبيّن ثابت أنّه- نظراً لأهمية الغار البيئية والطبية- فقد تمّ التوجيه  بزراعة الأراضي بأشجار الغار، ولو على أطرافها  كمصدات رياح وكنباتات يمكن الاستفادة منها لاحقاً، وأهمها زراعة الغار بطرق تكثيفية حتى يتم الاستفادة منها محلياً، وليتم تصدير الفائض منها أو الكميات الزائدة .
وأشار إلى أنّ الغار موجود في أراضينا طبيعياً ضمن الحراج، ونحن حريصون ألّا يتم استثمارها بشكل جائر، وتحديد الاستثمار في أوقات محددة خلال العام، وهي خارج أوقات نمو النباتات؛ بهدف عدم التعدي الجائر والسماح للشجرة بإعطاء النموات السنوية وخاصة الورقية واستمرارها سنوياً، كما يتم في كل عام إعطاء كمية من النمو السنوي واستثمارها للحفاظ على استدامة هذا النوع .
وشرح أنّه ضمن خطط وزارة الزراعة ومديرية الحراج، يتم وضع خطة سنوية لإنتاج غراس حراجية، ويُركّز في إنتاجها على الأنواع المنتشرة محلياً والملائمة بيئياً لجغرافية ومناخ البلد .
وحسب ثابت فقد تمّ البدء في السنوات الفائتة بإدخال بعض النباتات متعددة الفوائد مثل السماق والغار والزعتر السوري والزعتر الخليلي و الزوفا، وكما أدخلنا أصنافاً أثبتت جدارتها، مثل  الصنوبر الثمري، وإكليل الجبل، سيتم إدخال أنواع أخرى تباعاً في الخطة الزراعية، وهذه الأنواع تحقق فوائد  اقتصادية وبيئية، كما نحرص على إدخال أنواع رحيقية، مثل الروبينيا والآس والعجرم وغيرها، إضافة إلى الأنواع المنتشرة طبيعياً في بلدنا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟