وجوه مُدمني الحبوب المخدرة بريشة طلاب كلية الفنون الجميلة في جامعة حلب
تشرين – مصطفى رستم:
مزيج من الألوان القاتمة مع كمية من السواد الداكن على قماش أبيض كفيل بأن يجسد الواقع الذي يعيشه المدمنون والمتعاطون للحبوب المخدرة، لون داكن أقرب إلى واقع حال ضحايا تلك الآفة، وعلى الرغم من أن الوجوه التي رصدتها ريشة طلبة كلية الفنون الجميلة في جامعة حلب بملامح حزينة وكئيبة ومريضة، لا تخفي بين ثناياها ندماً على ما فات.
لقد اصطفت لوحات الطلاب في قاعة مصفرة بالقرب من مدرج كلية الطب الكبير، وإن بدا للوهلة الأولى تشابه اللوحات بالشكل والمضمون، لكنها فاضت بكثير من الأوجاع، حينما تدقق وتتفحص خطوطاً رسمت هذه الوجوه المتعبة بكثير من الحرص على إخراج مكنوناتها إلى العلن.
الصرخة التي أطلقها أحد وجوه الضحايا كانت أقرب إلى أن نسمع أصداءها تتردد من جوف لوحة قماشية مثبتة في صالة للعرض، لكن يمكن أن نسمع صرخة ألم وندم تحفر عميقاً في أفئدة كل من يشاهدها.
وتروي سيدرا سعيد الخضر إحدى المشاركات وهي ترصد وجهاً من الوجوه النادمة التي دخلت في حالة اكتئاب وأضرار نفسية وجسدية وتأثير هذه المواد السامة ودخولها في هذا العالم المغرق بالضرر.. بينما قالت هنا البيك وهي مشاركة في المعرض: شرحت لوحة لإحدى ضحايا المخدرات كيف كانت حالتها قبل الإدمان وبعده، وكمية التأثر بأضرار تلك الحبوب على الجسد والوجه وتغير شكله.. أما عبد الرحمن بشير فيتحدث بلوحته عن تعاطي المشاهير من نجمات السينما والمسرح للمخدرات، وأعرب أن جسد الأنثى التي تتقدم بالسن وتتساقط عنها الزهور بعدما تذبل كإيحاء منه على أنها سنوات العمل ما يترك لديهن تأثير في قلوبهن، فتلجأ بعضهن لكي يتناسين ذلك إلى التعاطي.
وجاء المعرض التشكيلي لطلاب الفنون الجميلة على هامش مناسبة أقامتها الجامعة مع قيادة الشرطة، مع إقامة ندوة توعوية بمخاطر آفة المخدرات على المجتمع وخاصة الشباب، والجهود المبذولة لمكافحتها ووقف تهريبها ونقلها عبر البلاد، والحد من هذه العمليات، والإجراءات الواسعة لوقف ظاهرة تعاطيها، لاسيما أنها تعد بوابة لكثير من الجرائم كالسرقة والقتل وغسيل الأموال وغيرها، إضافة إلى الجهود وفي كل القطاعات خاصة تطوير مراكز معالجة الإدمان والوقاية.
ت – صهيب عمراية