٨٠ % من الأطفال يتعرضون لإصابات الحوادث المنزلية فهل هي إهمال أم قلة حذر؟

تشرين- دينا عبد:
الحوادث المنزلية التي تصيب الأطفال ظاهرة شائعة جداً، وتعدّ السبب الأول للوفاة لدى الأطفال من الولادة حتى 15 سنة.
وبحسب د. سماح صالح محمد صانعة محتوى طبي عن الأطفال، فإنّ أكثر الحوادث شيوعاً هي السقوط من أماكن مرتفعة كالأدراج والأسطح، والحروق الناتجة عن شرب السوائل الساخنة كالماء المغلي، القهوة، الشاي أو الزيت أثناء الطبخ نتيجة التعرض المباشر للنار.
وفي فترات الأعياد نلاحظ ازدياد ظاهرة الحروق من جراء اللعب بالألعاب النارية، التي قد تسبب أضراراً جسيمة وخاصة في الوجه والأطراف.
إضافة إلى التسمم من جراء تناول مواد التنظيف، وحتى الأدوية والمبيدات الحشرية، وكذلك الاختناق نتيجة بلع قطع الألعاب الصغيرة، المكسرات، العلكة، حبات العنب الخ….
والجدير ذكره حسب د. محمد فإنّ الأطفال حتى عمر سنتين هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحوادث، وخاصة الذكور بسبب طبيعة لعبهم الذي يكون فيه مغامرة.
قلة الانتباه
وهنا تؤكد د. محمد أنّ قلة الانتباه والحذر هما السبب الرئيس لهذه الحوادث، ومن الممكن تجنب مخاطرها بزيادة الانتباه واتخاذ ما يلزم من الاحتياطات، لتجنيب الأطفال الإصابات، وما يرافقها من ألم ومعاناة لهم ولعائلاتهم وللطواقم الطبية المعالجة.
ولنتذكر أنّ الإصابات هي ليست قضاء وقدراً، وليست أمراً محتوماً لا يمكن تجنبه في الأغلبية الساحقة من الحالات. وبما أنّ الأطفال يتميزون بحب الاستطلاع والرغبة في الاستكشاف، وفحص كل جديد يرونه في محيطهم، وهم في تطور ونمو دائم، لذلك علينا نحن الكبار توقع المفاجأة في حركاتهم الجديدة والسريعة، التي يقومون بها من دون أن يدركوا خطورتها، كالقفز ومد الأيدي للإمساك بالأغراض.. الخ وتقع علينا نحن الأهل والمربين مسؤولية المحافظة على الأطفال، ومراقبتهم وتوفير بيئة آمنة لهم وتنظيمها..

الحوادث المنزلية ظاهرة شائعة والسبب الأول للموت لدى الأطفال

ولتجنب الحروق يجب الامتناع عن شرب المشروبات الساخنة بالقرب من الأطفال ( وبشكل خاص أثناء حمل الأطفال) ومراعاة ألّا يكون سلك الإبريق الكهربائي متدلياً، حيث يسهل شده من قبل الطفل، إبعاد الأطفال عن المطبخ أثناء الطهو وخاصة القلي، والامتناع عن وضع الطناجر المليئة بالأكل الساخن على الأرض!
أما لتجنب التسمم فيجب حفظ كل الأدوية والمواد الكيماوية في أماكن لا يصلها الأطفال، كوضعها في خزائن مقفلة وعالية، وإرجاع المواد حالاً إلى مكانها بعد الانتهاء من استعمالها في محيط البيت.
ولتجنب الإصابات من الضروري مراقبة الأطفال عند لعبهم في ساحة المنزل، والتأكد من عدم وصولهم إلى الشوارع، مع ضرورة الاهتمام بأن يلعب الأطفال في ساحات تحوي ألعاباً آمنة غير مكسورة، وعدم ترك الأطفال وحدهم داخل السيارات، ولو لفترة قصيرة، وبالنهاية حتى يتجنب أطفالنا الإصابات المنزلية، يجب أن نكون حذرين من البيئة التي يلعب فيها الطفل.
ونراقب عن كثب سلوكياته، فإذا كان ذا حركة زائدة فهو يحتاج إلى مراقبة بشكل أكبر، ومهم جداً أن يكون الحذر شديداً بالأعمار الصغيرة لأن ذروة الإصابات تكون بأعمار 3 إلى 4 سنوات
وعلى الأهل وخاصة الأمهات أن يكنَّ مثقفات عن الإسعافات الأولية بحالة الإصابات، ومن الضروري أن تكون الأم هادئة بالتعامل مع إصابة طفلها، في حال حصلت، لأن الوعي والهدوء هما الأساس للحماية والأمان.
كل ساعة يموت طفل
وفي ختام حديثها ذكرت د. محمد أنّه لا توجد نسبة محددة لإصابة الأطفال بالحوادث المنزلية، لكن هذا يختلف بين كل بلد وآخر، وحسب CDC مركز الوقاية من الأمراض الأمريكي، ففي كل ساعة يموت طفل بالعالم بسبب الحوادث المنزلية.
بدورها اختصاصية الطّب العام د. آلاء سعادات بيّنت خلال حديثها لـ” تشرين” أنّ أكثر من 80% من الأطفال يتعرضون للإصابات من جراء حوادث المنزل، وبالتالي لحماية أطفالنا يجب اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية لتحقيق السلامة المثلى لهم والحد من هذه الإصابات والحوادث .
فيجب عدم ترك الأطفال وحدهم من دون مراقبة في مكان مرتفع، بل يجب وضع حواجز متينة للشرفات والنوافذ والأدراج، كما يجب إبعاد قطع الأثاث عن حواجز الشرفات كي لا يستخدمها الطفل في التسلق.
بالإضافة إلى عدم ترك أرض المنزل مبلّلة خوفاً من انزلاق الطفل وإصابته بالكسور.
الحماية من الغرق
وفيما يخص حمايته من الغرق بيّنت د. سعادات أنه ينبغي عدم ترك الطفل وحده في الحمام أو قرب أحواض السباحة أبداً.
ولحمايته من التسمم أكدت د. سعادات أهمية وضع النباتات بعيدة عن متناول الأطفال، كي لا يبتلعوا شيئاً منها، أو يتعرضوا للدغ الحشرات، حيث ينبغي حفظها في عبوات خاصة، وعدم استعمال زجاجات العصير لحفظ المنظفات والمبيدات كي لا تكون مصدر جذب ويشرب منها الطفل.
إضافة إلى عدم ترك الأدوية في متناول الطفل، أو داخل علب يسهل فتحها، بل يجب وضعها في أماكن مخصصة بعيداً عن متناول أيديهم.
خطر الصدمات الكهربائية

وفي هذا المجال يجب عدم ترك الآلات الكهربائية في متناول الطفل أو إهمال شريط كهربائي مكشوف؛ وإبعاد أواني المياه أو أي سوائل أخرى قريبة عن مصادر الكهرباء ووضع أغطية الأمان عليها.
أما لحماية الطفل من مخاطر الاحتراق، فمن الضروري إبعاده عن الأواني الموضوعة على النار، وعن الأدوات الكهربائية الساخنة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟