حضور للعمل الشعبي وشكاوى قلّة الخبز وغياب الآليات قائمة… رئيس مجلس بلدة السّيال: يدٌ واحدة لا تُصفّق!!
تشرين – عثمان الخلف:
تواجه بلدة السّيال غربي التابعة لمدينة البوكمال – شرق دير الزور – مشكلة فقدانها آليات العمل البلدي بمختلف أنواعها، والتي تعرّض قسمٌ منها للسرقة والأخرى طالها التخريب خلال فترة سيطرة التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي ينعكس سلباً على عمليات التخديم، قبالة العودة المتزايدة للأهالي إليها، حسبما أشار رئيس مجلسها البلدي عماد السّيد .
حاجات بالجملة
السّيد وفي تصريح لـ”تشرين” أكدّ أنّ ما كان في عهدة المجلس من آليات يضم جرارين، وتركساً، إضافةً لعربتي نظافة، وصهريج مياه وسيارة “بيك أب” كانت تُغطي حاجة البلدة، فيما حالياً لا آليات تُذكر، ويقتصر ما هو متوفر منها على عربة وجرار زراعي تبرّع بهما أحد أبناء البلدة.
وأشار السّيد إلى أنّ ما هو مؤهل من مدارس اثنتين فقط، ولا تزال اثنتان أخريان بحاجة للإسراع بتأهيلهما للتخفيف من اكتظاظ الصفوف الدراسيّة بالطّلاب، مُبيناً أنّ المستخدمة حالياً تعود لطلبة التعليم الأساسي حلقة أولى، وتناهز أعدادهم ألف طالبٍ وطالبة.
رئيس مجلس البلدة كشف عن معاناة كبيرة في تأمين كميات الخبز الكافية للسكان، إذ يصل عدد ربطات الخبز التي يجري تحصيلها إلى 400، فيما المُخصص هو 1400 ربطة من مادة الخبز، ولديهم معتمدان اثنان يوزعانه، لافتاً لضرورة العمل على تأهيل المخبز الثاني الذي يحتاج تجهيزات للإقلاع بعمله،علماً أن المبنى موجود، وبذلك يتم التغلب على الضغط الذي يواجهه المخبز الحالي، والذي يُغطي بلدة سيال غربي ومدينة السّيال .
وطالب السّيد بتزفيت شوارع البلدة، منها الشارع الرئيسي الذي يمتد إلى 3 كم، فيما خطة التزفيت جاءت بـ400 م فقط، الأمر الذي لا يحلّ مشكلة شوارعها التي تعاني تصدعات وحفراً وانهيارات طالت القميص الإسفلتي، وضرورة تشييد مركز صحي يخدم الأهالي، علماً أن هناك من أبدى استعداده للتبرع بقطعة أرض لبنائه، مؤكداً أن واقع الحال يقتضي تدخلاً أكبر بعمل الجهات الحكوميّة ودعم المنظمات الدوليّة الناشطة للحظ ما تحتاجه البلدة: “حالنا الآن كمن يُحاول أن يُصفق، غير أن يداً واحدة لا تُصفق” ختم رئيس مجلس البلدة .
من جانبه رئيس الجمعية الفلاحيّة راغب الحنشول أوضح الحاجة لتأهيل محركات الجمعيّة الفلاحيّة، إذ ما يغطيه قطاع الري السابع من أراض زراعية لا يتجاوز 2000 دونم، وما تبقى هي 1100 دونم تعتمد على محركات ري خاصة تعود للفلاحين، مؤكداً أن إعادة تفعيل هذه المحركات يزيد من مساحات الأراضي الزراعيّة ويوفر الكثير من التكاليف على الأهالي .
عمل شعبي
محمد طراد – من سكان البلدة – أكدّ لـ”تشرين” أنّ العمل الشعبي لتخديم السّيال غربي بدأ ما بعد تحرير المحافظة من قبضة الإرهاب، إذ أسهم مغتربوها في دعم عمليات التخديم، التي واكبت إجراءات الجهات الحكوميّة، حيث تم التبرع بـ7 محولات كهربائية باستطاعات مختلفة، لغرض توفير التيار الكهربائي مع مد شبكات التوتر، بالتنسيق مع مركز كهرباء مدينة البوكمال، إضافةً لتأهيل 5 مساجد وتزويدها بكل مستلزماتها، من أثاث و طاقة شمسيّة، وتمديدات صحيّة وكهربائية وسواها، ومؤخراً جرى تعبيد مدخل البلدة لمسافة 3 كم مع تنفيذ عبارات المياه بعمل شعبي، ناهيك بتزويد محطة المياه بمحولة كهرباء ومولدة ديزل، والعمل الشعبي كما يشير طراد لن يتوقف، وستجري قريباً إنارة الشارع الرئيسي بألواح الطاقة الشمسيّة، مُطالباً بتوسيع حراك التأهيل من قبل الجهات الحكوميّة لتشجيع مبادرات العمل الشعبي بشكل أوسع .
يشار إلى أنّ أعداد العائدين للبلدة حتى تاريخه وصل إلى 7 آلاف نسمة، من أصل 19 ألفاً قُبيل بدء الأحداث، وتبلغ مساحة مخططها التنظيمي 225 هكتاراً ومثلها للمخطط التوسعي.
المعنيون يوضحون
مدير صحة دير الزور وفي معرض رده بما يخص المركز الصحي أكدّ أنّ المشكلة تبقى في تأمين كوادر صحية تلبي احتياجات العمل، فالنقص بالكوادر هو على مستوى المديرية بشكل عام، فتنفيذ مبنى للمركز هو ضمن خطط مديريته وأي أحد يتبرع بالأرض فهو مشكور، غير أنّ مشكلتنا فيما أسلفت أعلاه، بينما أوضح مدير الخدمات الفنيّة أن خطط التزفيت تأتي ضمن الإمكانات المتوفرة بالمديرية، وما هو موضوع للبلدة وضعه مماثل في بقية البلدات، فظروف ما بعد الأحداث صعّبت من أمور العمل، بالنظر للغلاء الذي طال مختلف أنواع المواد .