قبل أيام من عيد الأضحى المبارك أسعار اللحوم الحمراء تفرض على مستهلكيها عيداً نباتياً
تشرين- طلال الكفيري :
لعل تحليق أسعار اللحوم الحمراء التي دخلت في سباق مع الزمن، ولاسيما مع بدء العد العكسي لعيد الأضحى المبارك، فرض على مستهلكي المادة ترك سوق بيع اللحوم جانباً، والتوجه نحو سوق الخضار لتكون بديلاً عنها.
فالعزوف عن شراء اللحوم الحمراء وحسب الذين التقت بهم ” تشرين” من المتسوقين جاء نتيجة لسقف مبيعها المفتوح من القصابين والذي وصل إلى 75 ألفاً للكيلو الواحد من لحم الغنم علماً أن تسعيرتها التموينية هي 28 ألف ليرة، و70 ألف ليرة للكيلو الواحد من لحم العجل بينما تسعيرته التموينية هي 25 ألف ليرة، وهذه التسعيرة المعمول بها حالياً من المرجح أنها ستشهد ارتفاعاً أكبر في قادمات الأيام، إن لم تتدخل لجنة التسعير في محافظة السويداء لتعديل التسعيرة الحالية بما يناسب الميزانية المالية للمتسوقين وينصف القصابين، على مبدأ المثل القائل “لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم” فبقاء البيع بهذه التسعيرة سيبقي مطابخ الكثير من الأسر خالية من اللحوم يوم قدوم العيد.
فذريعة القصابين لشرعنة تسعيرتهم الخاصة بهم وطي تسعيرة التموين في أرشيفهم تكمن بعدم تعديل التسعيرة من محافظة السويداء، بما يتناسب مع التكلفة الحقيقية للذبائح إذ تبلغ تكلفة كيلو لحم العجل الحي 30 ألفاً، وتكلفة كيلو لحم الغنم الحي 25 ألفاً، وهذه التكلقة أغلى من سعر مبيعها مذبوحة، ما أبقى تسعيرة التكلفة بواد وتسعيرة التموين بواد آخر، ما دفع القصابين للهروب من ” مطب” الخسائر المالية للبيع بسعرٍ زائد.
وفي هذا السياق أشار رئيس جمعية القصابين في السويداء مفيد القاضي ل” تشرين” إلى أن ضعف القدرة الشرائية لدى المتسوقين، أدى إلى تراجع الطلب على شراء اللحوم بنسبة 70 بالمئة، وهذه المبيعات التي أصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع سيكون لها وبكل تأكيد انعكاس سلبي على الواقع المعيشي للقصابين، ولفت القاضي إلى أنه تمت وعن طريق اتحاد الحرفيين مخاطبة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لتعديل تسعيرة بيع اللحوم ولاسيما أن التسعيرة باتت أقل من التكلفة.
وفي تصريح مماثل أوضح رئيس دائرة التسعير بمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك فتحي العبد أن الكتاب الذي تقدم به اتحاد حرفيي السويداء لتعديل تسعيرة بيع اللحوم تتم مناقشته من لجنة تحديد الأسعار في المحافظة
لإصدار تسعيرة مناسبة للقصابين والمستهلك معاً.