التوبيخ الأوتوماتيكي للطفل يفقده حرية الإبداع

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات في فترة من فترات الحياة، وكثيراً ما يتساءل الآباء عن أحد السبل للتعامل مع أبنائهم.
إن أسوأ شيء  في دورنا ومدارسنا هي المراقبة المتصلة التي تضايق الطفل وتثقل عليه، فعلينا أن نترك للطفل مساحة من الحرية، وعلى الآباء أن يجتهدوا في إقناعه بأن هذه الحرية ستُسلب إذا أساء استخدامها، وهنا يجب ألا نراقبه ولا نحاصره، حتى إذا خالف النظام، فنذكّره أن هناك رقيباً.
إن الطفل يشعر بدافع قوي للمحاربة من أجل حريته، فهو يحارب من أجل أن يتركه الأب يستخدم القلم بالطريقة التي يهواها، ويحارب من أجل ألا يستسلم لارتداء الجوارب بالأسلوب الصحيح، والحقيقة الأساسية أن الابن يحتاج إلى أن تحبه، وأن تحضنه، لا أن تحاصره، ويحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة، وإلى أن تعلمه كل جديد دون أن تكرهه عليه، وكثيراً ما نجد الطفل يتلكأ، بل يبكي ويصرخ عندما تطلب منه الأم بلهجة التهديد أن يذهب ليغسل يديه، أو أن يدخل الحمام، ولكن الابن لو تلقى الأمر بلهجة هادئة سيستجيب بمنتهى الهدوء، فكلما زاد على الطفل الإلحاح شعر بالرغبة في العناد وعدم الرغبة في القيام بما نطلب منه من أعمال.
إن بعض الآباء يتفاخرون بأن أبناءهم لا يعصون لهم أمراً ولا يفعلون شيئاً لم يُؤمروا به، والبعض الآخر يتعامل مع أطفاله وكأنهم ممتلكات خاصة لا كيان لهم، وآخرون يكلّفون أبناءهم فوق طاقتهم، ويحمّلونهم من المسؤوليات ما لا يطيقون، وفي كل هذه الحالات مغالاة وبُعد عن الأسلوب الحكيم في التربية.
والذي نريد أن نقوله: على الآباء أن ينتبهوا إلى ضرورة التقليل من التوبيخ الأوتوماتيكي وغير الضروري، وإلى التقليل من الرقابة الصارمة على الأطفال، فالطفل ليس آلة نديرها كيفما نشاء، إن للطفل إبداعه الخاص في إدارة أموره الخاصة، فلماذا نحرمه من لذة الإبداع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار