ما بعد الانفتاح السياسي العربي أعضاء في مؤسسة القدس يطالبون بإعادة جوهر القضية الفلسطينيّة بصفتها مركزيّة
تشرين – بارعة جمعة:
يكبر الأمل بأن يكون الهمّ القومي والوطني هو تحرير الأرض والتحرّر من قيود الخارج، هي آمال ما بعد الصحوة العربية التي لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة جهود عربية لإعلاء صوت المقاومة والعروبة بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، التي صمدت بالثبات والإرادة السياسية للرئيس بشار الأسد وفق تصريح الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية في سورية، في مواجهة مشروع أطلق عليه الفوضى الخلّاقة لإعادة إنتاج السلطنة العثمانية، لتأتي العودة العربية رداً حاسماً عليه، في وقت كثر فيه- برأي المفتاح- المطبّلون والمطبّعون، واليوم من واجب العرب مساعدة سورية ضمن مناخ متفائل بعودة أراضيها وبنائها لتحتل الموقع الأول بالمقاومة والدفاع عن العروبة.
ويتابع المفتاح؛ استهداف القدس لتهويدها لم ينتهِ، كما أنها قضية تعني الجميع بصفتها جزءاً من جغرافيتنا الروحية، في حين أن التطورات وفق رؤيته تشي بوعي عربيّ يجعل الشعب الفلسطيني مطمئناً في مواجهة العدو، وما أُخذ بالقوّة لا يُسترد إلّا بالقوّة، في حين أنّ أي خيار سياسي أو تسوية هما خطيران، والأمثلة كثيرة على ذلك.
خطاب الرئيس الأسد أعاد اعتبار الجامعة كمؤسسة عربية، لتكون فرصة للتأمل ومعالجة الأخطاء وفق رأي المفتاح، وليدرك العرب أن الفراغ جاء من الخلاف، مؤكداً في تصريحه لـ«تشرين» بأن التكتل بات ضرورياً لإعادة الاعتبار لفكرة العروبة بصفتها عاملاً حضارياً، والوجود للعرب من دون رقم اقتصادي سياسي عربي غير مؤثر.
وبرأي الدكتور المفتاح فإنّ صفحة جديدة تؤكد بأننا أمام أمل التحرير، فالأمل يزداد والتطبيع توقف ومحور المقاومة ينمو، وليكون الانفتاح عربياً يجب أن يستثمر البناء برأسمال عربي، كما عليه تجنب الحروب بتشكيل نواةٍ عربية تتمركز وتشكل عالماً جديداً.
ما يحدث اليوم في المنطقة أفضل مما كان عليه إبان الربيع العربي المشؤوم وفق تأكيدات عضو مجلس الأمناء في مؤسسة القدس الدولية الدكتور حسين جمعة لـ«تشرين»، والتوجه لدى الحكومات العربية هو لإعادة جوهر القضية الفلسطينية بصفتها مركزية أولى، ما يحمّلها واجبات عدة تجاه الشعب الفلسطيني، لمساندته في أروقة الدول الكبرى، ولاسيّما أن كيان الاحتلال تفرّد بالشعب الفلسطيني، وسط انشغال الدول الكبرى بمشاكلها الداخلية.
ثأر الأحرار يثبت بأن اللحم يواجه السيف برأي الدكتور حسين جمعة، كما أن سورية لم تتنازل بالقمة العربية معلنةً تبنيها القضية الفلسطينية إلى جانب إيران وحزب الله أيضاً، وما نأمله اليوم على خلفية التطورات الفلسطينية الأخيرة أن تتوحد فصائل المقاومة وفق صيغة توافق القرار السياسي لها.
المرابطون في القدس هم من يحملون رسالة الأمة العربية والإسلامية، لذا فما يحتاجونه اليوم المزيد من الدعم لقضيتهم، نداء أطلقه ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سورية إسماعيل اسنداو عبر حديثه مع «تشرين»، مطالباً العرب بالوقوف إلى جانبهم في هذه الحرب، التي تستهدف التطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من بيوتهم في القدس، عبر ضخ ميزانيات ضخمة لها من قبل قوات الاحتلال، الذي عقد اجتماعه منذ أيام تحت المسجد الأقصى كتحدٍ للعرب والمسلمين، وعلى الأمة العربية أن تكون على قدر المسؤولية وتدعم المقاومة، التي أكدت عبر عملية ثأر الأحرار أن الشعب والمقاومة بخير.
الانفتاح يُترجم عكس رواية الاحتلال بوجود الخلافات بين العرب التي تنتهي بالحوار، فيما تبقى القاعدة الأساسية للعرب برأي اسنداو هي أن «إسرائيل» وأميركا هما أعداء العرب، لذا علينا مواجهتهم موحدين، لأن الاحتلال يستهدف الجميع.