«الحكيم» فيلمٌ يداوي الكثيرَ من الخبايا والتداعيات الاجتماعيّة للحرب
تشرين- لمى بدران:
خطف المخرج باسل الخطيب قلوب الحضور الذي توزّع في دار الأسد للثقافة والفنون بإخراجه الفيلم السينمائي «الحكيم» الذي يحتضن باقةً من النجوم أوّلهم دريد لحّام وصباح الجزائري وربى الحلبي وليا مبادري وتسنيم الباشا ورامي الأحمر وعاصم حواط وغيرهم من الممثلين الشباب.. أيضاً شارك في الفيلم الفنان أحمد رافع الذي أشاد بفكرة النص وغنّى الكلمات التي وضعتها المؤلّفة ديانا جبّور في أول تجربة سينمائية لها، فهو شعر كما ذكر لـ«تشرين» أنها أعطت حباً أكبر من أي حب مألوف وأثمر ثماره.
ولن ننسى مشاركة الفنان الراحل محمد قنوع الذي رحل قبل أن يشاهد عرض هذا الفيلم، وقد أرسل مدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين أخلص عبارات الرحمة والفقدان لروحه في كلمة له قبل العرض، ويُشار إلى أن الفيلم حصد قبل أن نراه في دمشق العديد من الجوائز العربية ، ولقي دعم وزارة الثقافة واهتمامها، وأكّدت وزيرة الثقافة لبانة مشوح لـ(تشرين) أنهم في باكورة التفكير بمشروع وطني كبير يدعم الصناعة الإبداعية بكل أشكالها بما فيها السينما كأحد قطاعات الثقافة، وتمَّ تشكيل لجنة وطنية عليا من هيئات متعددة في هذا الشأن.
وينتهز مخرج الفيلم وعميد المعهد العالي للسينما باسل الخطيب الفرصة يوم العرض للتأكيد على أهمية السينما ودعمها ويتمنى من المسؤولين والمعنيين وأصحاب القرار أن يدعموا بشكل مستمر السينما، فهي في رأيه، كما ذكر لنا، وكما أثبتت التّجربة عنده سلاح قوي وفعّال ومؤثّر، وعن اختيار الممثلين أكّد أنه مرتبط بملاءمة الممثل للدور ويعدّهم تعويذة حظ، إذ شكّلوا معه فريقاً متجانساً بلغةٍ مشتركة قادرة على مواجهة تحدّيات العمل الفني الصعبة رغم الإمكانات المتواضعة المتاحة.
لقد لعب الفنان الكبير دريد لحّام دور البطولة كحكيم في بلدة ريفيّة نائية يكرّس وقته وحياته لخدمة أهلها على اختلاف قصصهم وحالاتهم، ثم يجد نفسه أمام حادثة مريعة تضع خيال المشاهد أمام خيارين، وهما إمّا سيواجه هذه المحنة وحيداً وإما سيقفون معه ويخرجونه منها بعد كلِّ ما قدّمه لهم، وتأخذ دور حفيدته الفنانة ليا مبادري بشخصية إيجابية تتعامل بروح الطفولة والمحبّة مع جدّها وفي أول مشاركة تمثيليّة لها معه تعدّها كما أفصحت لـ(تشرين) استثنائيّة ، فهي تعلّمت الكثير من فنّه وأخلاقه وتواضعه والتزامه، وهي تجربة أضافت لها الكثي،ر كما أنها المرة الأولى لها وهي تتابع نفسها مع جمهورها، إذ كانت جمهوراً لذاتها، وأحبّت العمل.
من جهتها، تعتقد الفنانة صباح الجزائري أن خصوصية هذا الفيلم ونجاحه بعد أن حصد العديد من الجوائز تكمن في رسالته الإنسانية، وتعبّرُ عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة مع الفنان الكبير دريد لحام.
فيلم « الحكيم» الذي بدأ بمشهد لدريد لحام الحكيم الذي يمسك التراب ويتناول غراساً صغيرة لزرعها في الأرض أثّر في نفوس المشاهدين، إذ خرجوا متأثرين جدّاً بالتفاصيل التي تمسّ كلّ شخص سوري لديه معاناة معيّنة تسبب له حزناً أو قهراً ويوضّح أن كل ما نغرسه يعود إلينا بطريقة ما يوماً ما.