قدِّرت خسائرها بمليار دولار من جراء الإرهاب.. هيكلية جديدة لخطوط السكك الحديدية

تشرين – نور ملحم:
تولي الحكومة اهتماماً خاصاً بإعادة تأهيل وبناء شبكة السكك الحديدية في سورية، في ربط للمناطق الحيوية من مناطق صناعية ومرافئ ومطارات مع بعضها وصولاً إلى الدول المجاورة، حيث تم التركيز على مشاريع السكك المتعلقة بالفعاليات الاقتصادية، مثل مشاريع الربط السككي بين المرافئ الجافّة والبحرية بالمدن والمناطق الصناعية، سواءً في عدرا غربي دمشق، أوحسياء في حمص، وكذلك جبرين والمسلمية في حلب، وخطوط نقل المواد مثل الفوسفات، بينما خطوط النقل السكاني بين المحافظات فهي محدودة مقارنة بعمل القطارات ما قبل الحرب .

مدير عام الخطوط الحديدية لـ” تشرين” نقل 150 ألف راكب منذ بداية العام

80 % متضرر
مدير عام الخطوط الحديدية السـورية الدكتور المهندس مضر الأعرج أكد أنه نتيجة للحرب الإرهابية التخريبية على كامل الجغرافيا السورية وما آلت إليه الأمور، خرجت معظم محاور شبكة الخطوط الحديدية من الخدمة، حيث تضرر حوالي 80% من البنية التحتية تدميراً وتخريباً وسرقةً، وفي ظل استمرار هذه الحرب بشكلها الاقتصادي وتطبيق العقوبات الظالمة والجائرة على الشعب السوري الصامد وعلى مقومات الحياة والاقتصاد، وصعوبة تأمين القطع التبديلية والمواد والمعدات والآليات اللازمة لإعادة ترميم وتأهيل البنى التحتية، الأمر الذي فرض إيجاد الحلول الممكنة وفق الإمكانات المتاحة لإعادة إحياء هذا القطاع المهم تدريجياً وفق الأولويات المطلوبة، لتلبية متطلبات النقل الحالية والمستقبلية.

إعادة تأهيل الخطوط
مشيراً في تصريح لـ” تشرين” إلى تواصل جهود المؤسسة المكثفة لصيانة وتأهيل خطوطها والبنى التحتية التي دمرها الإرهاب والتي تعدّ شرياناً حيوياً واستراتيجياً فاعلاً في عمليات التطوير والتنمية الاقتصادية وخاصة في المرحلة القادمة التي تتطلب نقل حجوم كبيرة لإعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد الوطني من خلال إعادة تشغيل وتفعيل الفعاليات الاقتصادية ومراكز الإنتاج والمدن الصناعية وتفعيل عملية النقل على كل المحاور الممكنة.
مبيناً أن المؤسسة تتابع إعادة تأهيل الخطوط ومرافقها وأدواتها المحركة والمتحركة بالإمكانات المتاحة وبخبرات وأيادٍ وطنية لتتمكن من تسيير القطارات بشكل آمن ومستقر ومنها خط حلب- دمشق الذي يستثمر حالياً بنقل البضائع وخط طرطوس– اللاذقية لنقل البضائع والركاب وخط طرطوس- حمص- مناجم الفوسفات لنقل البضائع، إضافةً إلى إعادة تأهيل معظم التفريعات السككية المتفرعة عن هذه المحاور لتخديم عملية النقل إلى محطات التوليد الكهربائية والصوامع والمطاحن.

إعادة تأهيل حوالي 1800 كيلومتر من أصل 2450 كيلو متراً من الخطوط

هيكلية جديدة
وحسب المدير العام تقوم المؤسسة بتسيير قطارات الركاب على محور طرطوس- اللاذقية وبالعكس بواقع ست رحلات يومياً لتلبية نقل المواطنين وخاصة الطلاب، إضافةً إلى تسيير قطارات الركاب على محور حلب– جبرين وبالعكس بواقع أربع رحلات يومياً لتلبية نقل المواطنين وخاصة الموظفين والطلاب، حيث بلغ عدد الركاب الـمنقولين 150 ألف راكب منذ بداية عام 2023.
وأضاف الدكتور الأعرج: تشكل الهيكلية الجديدة لخطوط السكك الحديدية محورين أساسيين بحكم أن موقع سورية الجغرافي يتطلب التركيز على أهمية تطوير شبكة الخطوط الحديدية بهدف خدمة النقل الدولي (ترانزيت) بالسكك الحديدية وخاصة أن المؤسسة عضو في الاتحاد الدولي للخطوط الحديدية وطرف في الاتفاقيات الدولية لتبادل واستخدام العربات (RIC) وتبادل واستخدام الشاحنات (RIV) من خلال محاور النقل الدولي التالية:
الأول” شمال- جنوب” من أوروبا عبر تركيا إلى سورية ومنها إلى الأردن والسعودية ودول الخليج، أما المحور الثاني فهو” غرب- شرق ” من أوروبا عبر الموانئ السورية إلى سورية ومنها إلى الأردن ودول الخليج العربي ومن أوروبا عبر الموانئ السورية إلى سورية ومنها إلى العراق وإيران ودول شرق آسيا.
وتعد الخطوط الحديدية في سورية واحدة من أهم روافع الاقتصاد الوطني، وشهدت خلال العقدين الماضيين– ما قبل الحرب الإرهابية القذرة – نهضة حقيقية وتطوراً وتحديثاً في آليات عملها الفني، وواكبت التقنيات العالمية لناحية تقديم أفضل وأجود الخدمات، سواء بما يخص نقل الأشخاص أم البضائع بين سورية والدول المجاورة لها.
وقدرت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية قيمة الأضرار التي تعرض لها قطاع السكك الحديدية في البلاد من جراء الحرب، بنحو مليار دولار أمريكي، وقد تمت إعادة تأهيل حوالي 1800 كيلومتر من أصل 2450 كيلو متراً من خطوط السكك الحديدية القديمة التي تنتشر في سورية، في حين تخضع بقية الأجزاء للصيانة، نظراً لعدم تعرضها للضرر المباشر، وهي عموماً موجودة في محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار